responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 21

اولا-الصصیف

قلت: فما السر الأول منها؟ .. ما السر الأول من أسرار الإنسان؟

قال: لقد عبر عنه القرآن الكريم، فقال :﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ﴾ (النساء:28)

قلت: تريد ضعف الإنسان؟

قال: أجل.. فلا يمكن أن تعرف الإنسان، وأنت تجهل ضعفه وقصوره وهوانه.

قلت: ألا ترى أن هذه الحقيقة ستؤدي بنا إلى التقصير في شكر ربنا.. فكيف نشكر الله على ضعفنا؟.. ثم ألا ترى أنا سنتهم ربنا ونعارضه لأنه خلقنا ضعفاء؟

قال: لا.. لن يكمل الإنسان حتى يشعر بضعفه.. ولن تتجلى فيه الحقائق حتى يلبس لباس قصوره.. ولن يدخل رياض الملكوت حتى يقول بكل كيانه (حطة).. ألم يأمر الله بني إسرائيل بأن يقولوا ذلك؟

قلت: بلى.. وقد نص على ذلك قوله تعالى :﴿ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾ (البقرة:58)

قال: انظر.. كيف أن الله رتب على قولهم لهذه الكلمة مغفرته لخطاياهم ومزيد فضله عليهم.

قلت: فما سر ذلك؟

قال: ألا ترى التربة الهينة اللينة الضعيفة.. كيف تثمر من كل الثمرات.. بينما الصخور الصلبة القوية لا تنبت شيئا؟

قلت: بلى..

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست