responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 17

مسنون.. وبعضه تحول إلى صلصال كالفخار..

قلت: عجبا.. لكأنك تذكر رؤياي.. لقد كان هذا ما رأيته في رؤياي.

قال: لقد ذكرت لك أنك رأيت الإنسان.. فلا يمكن أن يعرف الإنسان من لم يعرف الطين والتراب والحمأ المسنون.. ولكن هناك فرقا كبيرا بين رؤيتي ورؤيتك.. فأنت رأيت الإنسان في الحلم، أما أنا فقد أرانيه الله في اليقظة.

قلت: ما أراد أخوك بإرسالك إلى هذه البقعة الخالية؟

قال: أراد أن يعاقبني بفعله هذا.. فقد أوحى إليه بعضهم بأنني لن أكف عما أنا فيه إلا بتلك العزلة التي تعيد لعقلي اتزانه.

قلت: فكيف خرجت من هذه البقعة؟.. وكيف استطعت أن تقوم برحلتك هذه فيها، وقد ذكرت لي أنه ليس فيها إلا التراب؟

قال: لقد قدر الله أن تكون رحلتي هذه في تلك البقعة الخالية التي ليس فيها إلا التراب.

قلت: لقد ملأتني بالعجب.. كيف ذلك؟.. وليس في الخلاء إلا الهباء.

قال: ببصرنا الضعيف نرى الهباء..ولكنا ببصر الحقيقة نرى ما لا يمكن تصوره.

قلت: لقد زدتني عجبا.. فحدثني كيف كان ذلك؟

قال: عندما انصرفت الطائرة انصرفت إلى أذكاري وأورادي.. وقد شعرت بأنس عظيم وأنا في تلك الحال، وفي تلك البقعة..

وفجأة.. وبينما أنا كذلك إذا بي أرى صاحبك (معلم السلام) كالشمس في ضحاها، وكالزهور في جمالها، وكالبراءة في ابتسامتها.. ما رأيته حتى صحت بأعلى صوتي أريد أن أسمعه: يا من يمتلئ بالحكمة والنور.. تعال أخبرك أخبارا سارة.. لقد يسر الله لي الطريق إليه.. لقد عرفت محمدا a.. وعرفت أنه هو الشمس التي دلتني عليها جميع الحقائق.

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست