responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 156

فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)﴾ (العنكبوت)؟

قلنا: قد سمعنا قوله تعالى :﴿ طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) ﴾ (طه)، وقوله تعالى:﴿ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)﴾ (المائدة)

قال: صدق الله العظيم.. نعم دين الله ليس فيه حرج.. ولكن بعض النفوس فيها حرج.. وهي تحتاج إلى المجاهدة التي ترفع عنها الحرج.

قال رجل منا: نحن لا نعرف من المجاهدة إلا قتال الأعداء المتسلطين الظالمين.

قال: ذاك هو الجهاد الأصغر.. أما جهاد النفس في ذات الله فهو الجهاد الأكبر.

قال الرجل: ألست تحتقر الجهاد بقولك هذا؟

قال: معاذ الله.. ولكن هل ترون من غلبته نفسه قادرا على الخروج للجهاد؟

قلنا: لا..

قال: فلا يمكن إذن لأحد أن يخرج لجهاد أعداء الخارج إلا بعد أن يغلب أعداء الداخل.

قلنا: ذلك صحيح.

قال[1]: فلذلك كان أكبر وأصعب امتحان كتبه الله تعالى على الإنسان في هذه الحياة هو ابتلاؤه بنفسه، وعلى أساس نجاحه في هذا الامتحان يكون موقعه عند الله، ومستقبله الدنيوي والأخروي.. من هنا كانت المعركة مع النفس أشق وأخطر معركة يخوضها الإنسان في حياته.


[1] انظر: (النفس منطقة خطر)، للشيخ حسن الصفار.

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست