الوظائف الخطيرة التي وكلت إليه.. لكنه إن راح يقطعها
ويصيبها بالشلل، فلن يطيق تحمل شيء.
قلت: فهلا
ضربت لي مثالا على ذلك.
قال: ألا
ترى هؤلاء الخلائق الذين راحوا يتلاعبون بالكنوز التي جعلها الله أمانة في
أعناقهم؟
أصابني رعب
الكابوس، فقلت له: لقد ذكرتني بما جئت من أجله.. لقد رأيتني أخون الكنز.. لقد مددت
يدي إليه.. لكن الحية طوقت يدي.. وكادت تقضي علي لولا أن تداركتني اليقظة.
قال: وهكذا
البشر جميعا لن ينقذهم من الحيات إلا اليقظة.
قلت: ولكنهم
مستيقظون؟
قال: لا.. بل
هم نائمون.. كل من غفل عن حقيقته نائم.. كل من انشغل عن وظيفته نائم.. كل من مد
يده للكنوز التي اؤتمن عليها غير مدرك عواقبها نائم..
قلت: فمن
يوقظهم؟
قال: لقد
أيقظهم الله بالرسل..
قلت: ولكن
الرسل ماتوا.
قال: لقد
تركوا من الورثة ما يخلفهم في هذه الوظيفة.
قلت: فهل
يسمع الناس للورثة؟
قال: فهل
سمعت أنت؟
قلت: في
الحلم لم أسمع.
قال: ليس
الشأن بالحلم.. الشأن باليقظة.. أنت لا تحاسب على ما تفعله في الأحلام، بل تحاسب
على ما تفعله في اليقظة.