responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 15

الوظائف الخطيرة التي وكلت إليه.. لكنه إن راح يقطعها ويصيبها بالشلل، فلن يطيق تحمل شيء.

قلت: فهلا ضربت لي مثالا على ذلك.

قال: ألا ترى هؤلاء الخلائق الذين راحوا يتلاعبون بالكنوز التي جعلها الله أمانة في أعناقهم؟

أصابني رعب الكابوس، فقلت له: لقد ذكرتني بما جئت من أجله.. لقد رأيتني أخون الكنز.. لقد مددت يدي إليه.. لكن الحية طوقت يدي.. وكادت تقضي علي لولا أن تداركتني اليقظة.

قال: وهكذا البشر جميعا لن ينقذهم من الحيات إلا اليقظة.

قلت: ولكنهم مستيقظون؟

قال: لا.. بل هم نائمون.. كل من غفل عن حقيقته نائم.. كل من انشغل عن وظيفته نائم.. كل من مد يده للكنوز التي اؤتمن عليها غير مدرك عواقبها نائم..

قلت: فمن يوقظهم؟

قال: لقد أيقظهم الله بالرسل..

قلت: ولكن الرسل ماتوا.

قال: لقد تركوا من الورثة ما يخلفهم في هذه الوظيفة.

قلت: فهل يسمع الناس للورثة؟

قال: فهل سمعت أنت؟

قلت: في الحلم لم أسمع.

قال: ليس الشأن بالحلم.. الشأن باليقظة.. أنت لا تحاسب على ما تفعله في الأحلام، بل تحاسب على ما تفعله في اليقظة.

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست