responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 104

قال رجل من القوم: لقد أثر عن رسول الله a استعاذات من الكسل، ومنها قوله a: (اللّهمّ إنّي أعوذبك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللّهمّ آت نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها. أنت وليّها ومولاها اللّهمّ إنّي أعوذبك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها)[1]

ونحن نقولها ونلتزم بها، ومع ذلك لم نر حياتنا تتغير.. فأين التقصير؟

قال: أرأيتم لو أن رجلا لا يصلي.. وظل يدعو الله أن يجعله يصلي.. هل يكفه ذلك؟

قالوا: لا.. بل عليه أن يتحرك بجوارحه.. فالأمر بين يديه، وبيديه.

قال: فهكذا هذا الأمر.. لقد وضع لنا رسول الله a منظومة كاملة من التشريعات والتوجيهات تخلصنا من كل عجز وكسل.. فرحنا ننبذها، ونكتفي بالاستعاذة من الكسل.

قالوا: فهلا ذكرت لنا من هذه المنظومة بعضها.

قال: من ذلك الاستيقاظ المبكر، فلا يفسد حياة الكسول شيء مثلما يفسدها نومه.. قال a يذكر تأثير الاستيقاظ في النشاط: (يعقد الشّيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد إذا نام، بكلّ عقدة يضرب عليك ليلا طويلا. فإذا استيقظ، فذكر اللّه، انحلّت عقدة. وإذا توضّأ، انحلّت عنه عقدتان، فإذا صلّى انحلّت العقد. فأصبح نشيطا طيّب النّفس، وإلّا أصبح خبيث النّفس كسلان)[2]

قالوا: وعينا هذا.. فهل هناك غيره؟

قال: من ذلك أن يحرص على العمل.. فلا يدمر حياة الكسول شيء مثلما يدمرها قعوده عن العمل، ففي الحديث أنّ رجلا من الأنصار أتى النّبيّ a يسأله، فقال: (أما في بيتك شيء؟) قال: بلى، حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه من الماء، قال:


[1] رواه مسلم.

[2] رواه البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست