قال: أجل.. فما كان النبي a يهتدي إلا بهدي القرآن الكريم..
قلت: فحدثني بما ورد في ذلك ليطمئن قلبي.
قال: لقد روى علماء السيرة أن رسول الله a ـ بعد غزوة حنين ـ بدأ بالأموال فقسمها، وأعطى
المؤلفة قلوبهم أول الناس، فأعطى أبا سفيان بن حرب 40 أوقية من الفضة و100 من
الإبل وكذا ابناه يزيد ومعاوية، وأعطى حكيم بن حزام 100 من الإبل، ثم سأله مئة
أخرى فأعطاه إياها، وأعطى النضر بن الحارث بن كلدة 100 من الإبل، وكذا أسيد بن
جارية الثقفي والحارث بن هشام، وصفوان بن أمية، وقيس بن عدي، وسهيل بن عمرو،
وحويطب بن عبد العزى، والأقرع بن حابس التميمي، وعيينة بن حصن، ومالك بن عوف.
وأعطى العباس بن مرداس 40 من الإبل فقال
في ذلك شعراً فأعطاه 100 من الإبل، وأعطى مخرمة بن نوفل 50 بعير، وكذا العلاء بن
حارثة وسعيد بن يربوع وعثمان بن وهب وهشام بن عمرو العامري، فبلغ ما أعطى ممن
ذكروا 14850 من الإبل.
قلت: إن البعض قد يرى في تفضيل أمثال
هؤلاء الذين كانوا حربا على الإسلام إسرافا لا مبرر له؟
قال: لقد كان رسول الله a أعظم الناس حكمة.. لقد رأى أن
أمثال هؤلاء لا يجذبهم شيء كما يجذبهم الإحسان، فلذلك راح يطوق أعناقهم به.
قلت: فهل أثر هذا العطاء فيهم؟
قال: لقد حدث صفوان بن أمية عن نفسه بعد
أن أعطاه رسول الله a عطاءه، فقال:(والله لقد أعطاني رسول الله a ما أعطاني، وإنه لأبغض الناس
إليّ، فما برح يعطيني