responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 79

قال: من خلال اطلاعي على علاقة المخاطبين بالحقائق وجدت ثلاثة أصناف كبرى، تنطوي تحتها أصناف كثيرة.. وقد وجدت أن هذه الآية الكريمة تعلمنا الأسلوب الذي نخاطب به هؤلاء الثلاثة.

قلت: فما أول هذه الأصناف، وبم يخاطبون؟

قال: أولهم هم أهل البحث عن الحقائق، والاستعداد لتقبلها، وهم من غلبوا عقولهم على نفوسهم.. وهؤلاء يخاطبون بأسلوب (الحكمة) التي هي عرض الحقائق مع براهينها الدالة عليها.

قلت: وما الصنف الثاني، وبم يخاطبون؟

قال: هم من أصحاب النفوس التي تمتلئ رغبة ورهبة..

قلت: إن هؤلاء محجوبون بنفوسهم عن عقولهم، فكيف يمكنك خطابهم، وبينك وبين عقولهم تلك الحجب الكثيفة؟

قال: بالموعظة التي دلنا عليها ربنا.. فالموعظة هي التي يمكن التسلل من خلالها إلى العقول والقلوب والأرواح وجميع اللطائف.

قلت: وما الصنف الثالث، وبم يخاطبون؟

قال: هم أصحاب عقول، وأصحاب نفوس.. فهم لم يتمحضوا لعقولهم، ولم يتمحضوا لنفوسهم..

قلت: إن خطاب مثل هؤلاء صعب.

قال: لقد أرشدنا الله إلى استعمال الجدال الحسن مع هؤلاء..

قلت: لم؟

قال: لنميز خطاب النفس من خطاب العقل، ولنتسلل من خلال ذلك إلى خطاب العقل والروح والسر وكل لطائف الإنسان.

اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست