responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 515

الخاتمة

بعد أن وصل الغريب من حديثه إلى هذا الموضع، التفت إلي، وقال: هذا بعض حديثي مع هذا الوارث من ورثة النبي a.. لقد ملأني حديثه بأشعة كثيرة من شمس محمد a جعلتني أشعر بقربه العظيم مني، بل قرب كل شيء منه.

قلت: إن حديث هذا الرجل عظيم.. ما كنت أتصور أن هناك من يحمل همة كهمته، وقلبا كقلبه.

قال: كل من اهتدى بهدي النبي a وامتلأ به كان له ما لهذا الرجل.. ليس الأمر صعبا..

قلت: هو يسير.. ولكن الأشواك الموضوعة في هذا الطريق صعبة وشديدة.

قال: فشذبها بمقص الهداية.

قلت: أنت تحرضني على الثورة.. ألست تلميذا لمعلم السلام؟

قال: ثورة أهل السلام ثورة على النفس.. فلذلك لا ينبت منها إلا السلام.. لقد قال لي صاحبي (محمد الهادي) هذا بعد أن قدم لي سيارتي.

قلت: هل استطاع أن يرجع لك سيارتك؟

قال: أجل.. بعد فترة من الزمان غاب عن ناظري فيها، جاءني بالسيارة يقودها بعض الناس، وقال لي: هذه سيارتك قد عادت إليك.. انظر.. لقد فزت بنفسك، كما فزت بسيارتك.. فلا تغفل أن تفوز بربك.

لقد قلت له حينها، وعيناي تمتلئان بالدموع: خذها.. لا أريدها.. تقبلها هدية مني.. سر بها في بلاد الله لتخلص أكلة لحوم البشر.

قال: لو سرت بها إليهم لأكلوني.. كل من سار بسيارته في هذه الأرض أكل..

قلت: لم أفهم ما ترمز إليه.

قال: لقد خلقنا الله بشرا، ولا يمكن أن نصل للبشر إلا ونحن بشر.

اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 515
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست