responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 476

القوة

بعد أن انتهى مهندسو الشهادة من الحديث عن العدل، وكيفية تحقيقه في الواقع الإسلامي، ليدخل الناس في دين الله أفواجا، نهض محمد إقبال، وقال: سأبث لكم الآن مشروع الشهادة الذي وصلت إليه بعد جهد جهيد، وبحث مستفيض، ومعاناة طويلة.

لقد رأيت أن سر إعراض الناس عن الإسلام هو ما عليه المسلمون من ضعف.. فالبشر تبع للقوي.. لا يدينون بغير دينه، ولا يحتمون بغير حماه.

نعم.. العقلاء من الناس، وأصحاب الهمم العالية منهم لا تؤثر فيهم قوة ولا ضعف.. ولكن عموم الناس لا يؤثر فيهم إلا القوي العزيز.

ألا ترون كيف لم يتبع رسول الله a في بدء الرسالة إلا السابقون الأولون من أصحاب الهمم العالية.. ولكنه بعد ما فتح الله على المسلمين مفاتيح القوة والتمكين دخل الناس في دين الله أفواجا؟

لقد ذكر القرآن ذلك، فقال:﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)﴾ (النصر)

ولذلك كانت القوة ركنا من أركان الشهادة.. فلا يمكن للأمة الضعيفة التي لا تستطيع أن تنقذ نفسها أن تقوم بإنقاذ غيرها.

قال القمي: ذلك مما لا شك فيه.. فلا يمكن للمستضعف أن ينصر مستضعفا، أو يقف في وجه مستكبر.. لابد من القوة.. القوة بجميع معانيها، وبجميع وجوهها.

قال الشعراوي: بورك فيك يا قمي.. إن القوة بجميع وجوهها لم تكتمل في دين كما اكتملت في الإسلام، ولم تكتمل في هدي نبي كما اكتملت في هدي نبينا a..

إن الإسلام بجميع شرائعه منظومة متكاملة للقوة.. القوة بجميع مجالاتها، وبجميع

اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 476
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست