responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 448

الكتاب والسنة أو ما أعطاه ‌الكتاب أو السنة قوة الحجية ونرحب بما عند الشيعة وأهل السنة، لأنهما ‌تؤمنان بما يجب على المسلم أن يؤمن به، وإن اختلفتا في مسائل فقهية، ‌وتميزتا في مسألة الولاة والخلافة ونرحب كذلك بالمعارف الكلامية، لأنها ‌ميدان من ميادين التفكير للمسلم أن يجول فيه.‌

نحن نرحب بهذه الخلافات كلها، بل نعتز كمسلمين بالكثير منها: ‌لأنها إن دلت على شيء فإنما تدل على الحرية الفكرية، ولأنها إن أحسن ‌النظر إليها، تسعد الأمة وتكفل رقيها وتبقى على سلامتها.‌

إن هذه الخلافات في جوهرها تنبئ عن معنى الوفاق فهي ترتبط ‌بأصل واحد هو الكتاب والسنة.‌

وليس معنى هذا أن في السنة خلافا، بمعنى أن البعض يقبل ما صدر ‌عن رسول الله a والبعض لا يقبله، معاذ الله، ‌فالمسلمون يتفقون في وجوب الأخذ بسنة رسول الله a، ولكنهم قد يختلفون في الفهم أو التفسير أو في أن هذا صدر عن ‌الرسول الأعظم أو لم يصدر أما من لا يأخذ بما أمر به الرسول فليس ‌بمسلم.‌

فالآراء الاجتهادية إذن، يجمعها الكتاب والسنة، وليس بعد هذا من ‌وفاق.‌

أما الخلاف الذي لا نرحب به ولا نقبله، بل نرفضه ونقاومه، فهو ‌الخلاف الذي يقوم على الكراهية والبغضاء، وتغذية الشبه والأوهام، ‌ويوجد البلبلة في صفوف الأمة، ويؤدي إلى تفريق كلمة المسلمين.‌

ذلك خلاف لا يتفق والخلق الإسلامي، ولا يستند إلى المعارف ‌الإسلاميّة، حمل لواءه مؤلفون كتبوا قبل التثبت تارة، وبداعي الغرض ‌والهوى تارات، فسودوا صحيفة الشيعة في نظر أهل السنة، وسودوا ‌صحيفة أهل السنة في نظر المتشيعين، بعضهم خلط بين أهل السنة ‌والنواصب، وأكثرهم خلطوا بين الشيعة والغلاة، بينها وبين الفرق البائدة، ‌وألصقوا بها آ

اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 448
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست