responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 38

قال: بلى.. قرأتها.. فما علاقتها بهذا؟

قلت: لقد أبدى النبي a بعض الاهتمام ببعض سادة قريش، فنهي عن ذلك.

قال: لم ينه رسول الله a عن اهتمامه بالقرشيين، وإنما نهي من التقصير في حق الأعمى.

قلت: كلا الأمرين سواء.

قال: لا.. النهي عن شيء لا يدل على النهي على غيره إلا بدليل..

قلت: ألا يكفي في الاستدلال قوله تعالى:﴿ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7)﴾ (عبس)؟

قال: هذه الآيات الكريمة تتحدث عن المستغني عن الله.. وهو يتحقق في الأغنياء كما يتحقق في الفقراء..

قلت: ولكن كيف بدا لك أن تضع أمامه تلك الملاحظة؟

قال: هذا لم يبدو لي.. بل هي سنة رسول الله a.. بل هي سنة الأنبياء قبله جميعا.. لقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم دعوة الأنبياء إلى الملأ من قومهم، وتلطفهم معهم..

لقد ذكر الله تعالى كيف أرسل موسى وهارون ـ عليهما السلام ـ إلى فرعون، فقال:﴿ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾ (طه).. انظر كيف أمرهما الله تعالى بدعوة فرعون بكلام رقيق لين ‌سهل، ليكون أوقع في النفوس.. ذلك ‌أن الكلام الذي فيه خشونة من أعظم أسباب النفرة، لا سيما إذا كان المدعو من الكبراء الذين تغلب عليهم صفة الكبر والتجبّر.

قلت: إن موقف موسى u في هذا موقف خاص.. ولا يصح القياس عليه.

قال: لا بأس.. فلنعتبره موقفا خاصا.. ولنسر نحو النبي الحكيم لنرى كيف كان يتعامل مع هذا النوع من الناس.. فالسنة لا تتلقى إلا منه..

اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست