responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 31

بالترغيب.. ورأيت منهم الذي يتأثر بالترهيب.. ورأيت منهم المسالم المنصت.. ورأيت منهم المجادل العنيد.. ورأيت منهم المتعالم.. ورأيت منهم المتجاهل.. ورأيت منهم القوي.. ورأيت منهم الضعيف.

وقد رأيت من العبث ألا ألتفت إلى هذه الصفات المتنافرة.. لأني حينذاك لن أحصد إلا الفشل.. بل سأكون حينها كمن يزرع في الأرض الجافة النباتات التي تحتاج إلى الرطوبة.. فيقتلها بالجفاف، ولا يجني غير السراب.

قلت: لا شك أن التأمل هو الذي هداك لهذا؟

قال: لقد تغذى تأملي بالقرآن الكريم.. ولولا القرآن الكريم.. ولولا تدبره ما اهتديت إلى هذا.. لقد رأيت القرآن الكريم كيف يتغلغل إلى النفس، ليوحي إليها قدرة بارئها على معرفة ما يجري داخلها..

اسمع لقوله تعالى:﴿ وَاعْلَمُواْ أَنّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ (الأنفال: 24).. وقوله:﴿ يَعْلَمُ خَآئِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصّدُورُ﴾ (غافر: 19).. وقوله:﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ (ق: 16)

واسمع كيف تُشعرنا هذه الآيات بهيمنة الله على ملكوته ؛ بالعلم والقدرة والسمع والبصر، وبمراقبة الله للعبد في كل حين، وفي كل قول وفعل.. ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِير﴾ (الأنعام:18)..

ألا ترى كيف تختم هذه الآية باسم (الخبير).. إن هذا الاسم يعني أن الله هو العالم بخفايا الأمور، والمطلع على دقائق الأشياء.. ولذلك يتعامل مع عباده على أساسها؟

لذلك يخبرنا الله تعالى في معرض الحديث عن أحكامه عن خبرته بأعمال خلقه، لأن

اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست