responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 27

وضعته هو السر في إقبال الزبائن عليها.

قلت: من أنت.. لكأني بك أحد الذين أبحث عنهم؟

قال: أنا الذي أعرف للمراتب حقها.. فلا أتجاوز بها منازلها.

قلت: ففمك هو الفم الأول؟

قال: إن كانت الحكمة هي الفم الأول.. ففمي ـ بحمد الله ـ هو ذلك الفم.

قلت: لقد طلبت من صاحب هذه المكتبة أن ترتب كتبه لوجه الله.. فهل لك أن ترتب كتبي لوجه الله؟

قال: إن كنت الباحث عن الهادي.. فقد ظفرت ببغيتك عندي.

قلت: أنا ذلك الرجل..

قال: فاصبر معي لأعلمك حكمة الحكيم الذي يضع الأمور في مراتبها، ولا يتجاوز بها منازلها.

قلت:﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً﴾ (الكهف: 69)

***

سرت معه إلى بيته.. وقد كان في غاية النظام والترتيب.. وغاية الجمال والتناسق، قلت له: أراك تهتم بالترتيب في كل شيء..

قال: من رأى النظام البديع الذي بنى الله به أكوانه، ورأى الترتيبات العجيبة التي رتبها لا يملك إلا أن يجعل من حياته كلها مرآة يتجلى فيها بديع الصنع الإلهي.

قلت: البعض يعتبر ذلك وسوسة.

قال: الوسوسة في الفوضى، لا في النظام.. والوسوسة في عالم النفس، لا في العوالم المرتبطة بالله.. ونحن بحمد الله لا نتحرك حركة إلا بنية تربطنا بالله.. فلذلك نرجو من الله أن يأجرنا عليها..

اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست