responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 228

قلت: كيف ذلك؟

قال: ألا ترى كيف تنهار الأحزاب الكبرى نتيجة للفضائح التي يقع فيها رؤساؤها؟

قلت: ذلك صحيح.

قال: فالعالم ـ في أذهان الناس ـ ممثل للدين وللقيم، فإذا انحرف كان ذلك فرصة لمن يريد ضرب الدين أو تشويهه.

قال بعض الطلبة: لقد روي في هذا أن رجلا قال لابن عباس : أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فقال:(إن لم تخش أن تفضحك هذه الآيات الثلاث فافعل، وإلا فابدأ بنفسك، ثم تلا:﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ (البقرة:44)، وقال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)﴾ (الصف)، وقوله تعالى حكاية عن شعيب u:﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ﴾ (هود: 88)

قال بعض الطلبة: وعينا ـ يا شيخنا ـ كل ما ذكرته من ضرورة مزج العلم بالعمل، وقد ملأتنا شوقا إلى العمل، كما ملأتنا رهبة من تركه.. فما الذي ييسر علينا العمل الذي يجعلنا نتحقق بالعبودية؟

قال: ستدرسون هنا عشرة علوم.. كلها علوم عمل.. ولن تخرجوا من هذا القسم حتى تتقنوها جميعا.

قلت: فما أولها؟

قال: أن يشغلكم علم العمل عن علم الجدل .. لقد ضرب الغزالي لذلك مثالا، فقال:(فمثال من يعرض عن علم الأعمال، ويشتغل بالجدال مثل رجل مريض به علل كثيرة، وقد صادف طبيباً حاذقاً في وقت ضيق يخشى فواته، فاشتغل بالسؤال عن خاصية العقاقير

اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست