responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 208

فهمت ما كنت تقرؤه عليها؟

قال: وما يمنعها أن تفهم.. إن لله في خلقه من الأسرار ما لا تطيق عقولنا أن تحيط به.

قلت: لقد كنت تقرأ من ألفية العراقي في السيرة.. فما تحفظ منها؟

ابتسم، وقال: أحفظها ـ بحمد الله ـ جميعا..

صحت متعجبا: أتحفظ ألف بيت كاملة؟

ابتسم، وقال: وما ألف بيت.. إنها أيسر علينا بحمد الله من شربة ماء..

قال ذلك، ثم نظر إلي، وقال: إن الذي تراه أمامك يحفظ عشرات الآلاف من أبيات الشعر والنظم.. وأذكر أن أمي كانت تسكتني في صباي بألفية ابن مالك؟

قلت: أأمك تحفظها؟

قال: وكيف لا تحفظها؟.. وما لها لا تحفظها؟.. ألم تحفظ لنا الألفية النحو الذي نطق به رسول الله a؟

قلت: بلى..

قال: فلذلك ترى الجميع يحفظها هنا.

قلت: أراكم انشغلتم بعلوم الآلات عن علوم المقاصد؟

قال: وما علوم المقاصد؟

قلت: حفظ القرآن الكريم مثلا.. أليس الأجدر بكم بذل الجهد في حفظه بدل حفظ الأشعار التي لا تصلح إلا للأسمار.

قال: نحن لا نتحدث عن حفظ القرآن..

قلت: لم؟.. لقد يسره الله للذكر، فكيف عسر عليكم؟

قال: أرأيت لو أن من أهل بلدك من راح يعدد في محفوظاته سورة الفاتحة، ويفخر بها.. ما ترى موقف الناس منه؟

اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست