قال: أجل.. إن العارف يحلق عند ترديده لهذا الدعاء في سموات من
المعرفة والمحبة لا يمكن التعبير عنها.. وإن المريد بترديده لهذا الدعاء يقطع كل
العلائق والعوائق التي تريد أن تحول بينه وبين الاتصال بمولاه.
أخذ الجمع يردد (أمسينا وأمسى الملك لله الواحد القهار، الحمد
لله الذي ذهب بالنهار، وجاء بالليل ونحن في عافية، اللهم هذا خلقك قد جاء، فما
عملت فيه من سيئة فتجاوز عنها، وما عملت فيه من حسنة فتقبلها، وضعفها أضعافا
مضاعفة، اللهم إنك بجميع حاجتي عالم، وإنك على نجحها قادر، اللهم أنجح الليلة كل
حاجة لي، ولا تزدني في دنياي، ولا تنقصني في آخرتي)
سألت جعفر عنه، فقال: لقد كان رسول الله a يقول هذا الدعاء إذا أمسى، وإذا
أصبح[2].
قلت: فما سره؟
قال: هو الرجوع إلى الله واللجوء إلى الله.. حتى لا ينحجب
المؤمن بصباحه أو مسائه عن ربه.. وهو بذللك الدعاء الذي يستغرق الحاجات يملأ
المؤمن بالطمأنينة والسكينة والأمل.. فيقبل على الحياة، وهو يعلم أنه في حمى إله
رحيم يتكفل بحاجاته ومطالبه، فيحققها له أوفى ما يكون التحقيق.