responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 506

وكان a ـ لزهده ـ يكره الجمع بين أدمين من غير أن يحرمه.. ففي الحديث: (أتى رسول الله a بإناء أو قعب فيه لبن وعسل فقال: (أدمان في إناء لا آكله ولا أحرمه)[1]

وكان مع ذلك يأمر بالائتدام.. ففي الحديث أن رسول الله a قال: ((ائتدموا، ولو بالماء)[2]

قلت: فمع من يأكل؟

قال: مع الكل.. لم يكن a يتكبر عن الأكل مع أحد من الناس..

لقد أكل a مع المجذوم الذي يعافه الناس، ويخافون منه.. فعن جابر أن رسول الله a أخذ بيد مجذوم فوضعها معه في القصعة وقال: ((كل ثقة بالله تعالى، وتوكلا عليه[3][4]

وأكل a مع امرأة من غير زوجاته في إناء واحد على عكس المتشددين المتنطعين.. فعن أم صبية خولة بنت قيس قالت: اختلفت يدي ويد رسول الله a في إناء واحد [5].

وكان a يعرض الطعام على النسوة، فعن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت: أتى رسول الله a بطعام فقلنا لا نشتهيه، فقال: (لا تجمعن كذبا وجوعا)[6]

قلت: فحدثني عن الأواني التي استعملها، فإني أرى قوما ـ باسم السنة ـ يكرهون الأكل على الموائد.


[1] رواه الطبراني برجال ثقات غير محمد بن عبد الكبير بن شعيب.

[2] رواه الطبراني برجال ثقات غير عزيز بن سفيان.

[3] وهذا لا يخالف ما ورد في الحديث عن الشريد بن سويد قال: (كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه رسول الله a: (إنا قد بايعناك) (رواه أحمد ومسلم والبيهقي).. فهذا مبني على التشريع ومراعاة الأسباب، وفي الطعام مبني على مراعاة التوحيد، والتوكل على الله.

[4] رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.

[5] رواه البخاري في الأدب.

[6] رواه ابن ماجه.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 506
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست