responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 464

قال: تعني حفظ حقوق الطين.. فالطين الذي خلقه الله لم يخلقه عبثا، بل هو طين محترم، ولا يصير الإنسان كاملا حتى يحترمه.

قلت: إنه يخوض بذلك في الدنيا خوضا.

قال: لا.. إن روحانية العارف والعابد والورع والزاهد تلطف من طينية الطين، فتحولها أنوارا خالصة.

قلت: لكأني بك صحبتني في رحلتي إلى محمد.. فمن أنت؟

قال: أنا رجل من أحباب محمد.. ومن ورثة محمد.. ملأ الله من حب محمد قلبي، فرحت أبحث في دفاتر الوراقين عن كل صغيرة وكبيرة ترتبط به لأعيشها.

قلت: سواء كانت من الدين أو من الدنيا!؟

قال: سواء كانت من الدين أو من الدنيا.. لقد قلت في نفسي: (لن يكمل في الدين إلا من كمل في الدنيا).. فلذلك سرت خلفه، وأنا أعلم أنه لن يهديني إلا إلى خير.

قلت: ولكني أراك تلبس لباسا عصريا.. ومحمد a كان يلبس قميصا، وأرى رأسك عارية، ومحمد a كان يعتم بعمامة.. وأرى في يدك ساعة.. ومحمد a لم تكن في يده.. وأرى لحيتك خفيفة لا تكاد تظهر، ومحمد a كان صاحب لحية كثيفة.

قال: دعك من هذا.. فأصحاب محمد a المنتجبين كان كل منهم يلبس لباسا مختلفا عن أخيه.. وله من المظاهر ما يتميز به عن غيره، ولم ينكر a ذلك على أحد منهم.. ولم يعتبر أن ذلك قصور منهم في محبته.

قلت: ولكنك تزعم أنك اتخذت محمدا النموذج الأكمل في حياتك..

قال: أجل.. ولن أستطيع أن أقنعك بذلك الآن.. ولذلك تعال معي، فأنا الوارث التاسع الذي كتب الله أن يعلمك معنى بشرية محمد.

قلت: من أنت؟

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 464
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست