responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 462

ما استتم هذا الخاطر على خاطري حتى أمسكت يد بكتفي، التفت إلى صاحبها، فإذا به رجل في منتهى الجمال والوقار والرقة.. وكأن الجمال قد صب في قالبه.. وكأن الوقار لم يتمثل إلا في شخصه.. وقد كان يرتدي ثيابا لا يرتدي مثلها إلا الأثرياء.

لما نظرت إليه لأسأله عن حاجته، بادرني بقراءة قوله تعالى:﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ (لأعراف:32)

بعد أن انتهى من قراءته، قلت: هل تريد أن تبعث لي رسالة من خلال هذه الآية؟

قال: أجل.. إن ما تراه من زينة رآه قبلك بشر الحافي.. وأويس القرني.. وسعيد النورسي.. ولم ينكروه.

تعجبت من قدرته على قراءة خاطري، فقلت: أأنت كاهن أم منجم؟

قال: أنا متوسم.. ألم تسمع قوله تعالى:﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ (الحجر:75)؟

قلت: بلى..

قال: فأنا ـ بفضل الله ـ واحد منهم.. قد آتاني الله فراسة صادقة.. أنا من الذين قال رسول الله a فيهم: (إن لله عبادًا يعرفون الناس بالتوسم)[1]

قلت: كيف ذلك.. ولست أراك تلبس ثيابا بالية.. ولا تحمل ما يحمل الزهاد من مظاهر الذلة والانكسار؟

قال: لقد أنعم الله علي بمال.. فأحببت أن يرى أثر نعمته علي.. وأحببت أن يرى عباده ذلك أيضا.


[1] رواه الطبري والقضاعي في مسند الشهاب والطبراني في المعجم الأوسط.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 462
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست