اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 443
المعقدة في المجتمع الحديث قد أفقدت الكثيرين قدرتهم على التمتع
بالنوم.. بسبب زحمة العمل وتوتر الأعصاب)[1]
قلت: عرفت فوائد تعجيل النوم.. فما فوائد تعجيل الاستيقاظ؟
قال: أول فائدة هي أننا نطبق سنة رسول الله a.. فقد حث كثيرا على التبكير، ففي
الحديث قال a: (اللهم
بارك لأمتي في بكررها)[2]، وكان رسول الله a إذا بعث سرية بعثها أو ل النهار.
قلت: التبكير شيء اعتباري، فمنا من يستيقظ وقت الضحى، ثم يزعم
أنه بكر.
قال: ذلك تبكير المفاليس، أما تبكير المؤمنين، فيبدأ من الفجر،
لقد ورد في الحديث قوله a:
(من صلّى الصبح في جماعة فكأنما صلّى الليل كله)[3]، وقوله a: (من صلّى الفجر فهو في ذمة الله
فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته)، ومعنى في ذمة الله: أي في حفظه وكلاءته سبحانه
وتعالى.
قلت: فهل ذكر لكم الوارث أسرار هذا؟
قال: أجل.. لقد ذكرت أن الوارث يختلف عن سائر الناس في إدراكه
لأسرار ما يرثه من علم وعمل وحال.. لقد ذكر لنا[4] أن العلم الحديث أثبت الفوائد
الصحية التي يجنيها الإنسان بيقظة الفجر، وهي كثيرة منها: أن أعلى نسبة لغاز
الأوزون (O3)تكون في الجو عند الفجر، وتقل تدريجياً حتى تضمحل
عند طلوع الشمس، ولهذا الغاز تأثير مفيد للجهاز العصبي، ومنشط للعمل الفكري والعضلي،
بحيث يجعل ذروة نشاط الإنسان الفكرية والعضلية تكون