responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 429

الغيبوبة.. أما شاربو الخمر المزمنون، فيتعرضون للتحلل الأخلاقي الكامل مع الجنون)[1]

قال الرجل: حسبك.. فإن ما ذكرته كاف لأعرف خبثها.

قال النادل: اعذرني.. لقد جئت إلى المطعم لتأكل طعاما لا كلاما.. فاطلب ما تريد.. واعفني من الخبائث.. وشأنك بما تشاء من الطيبات.

قال الرجل: لم أستفد في حياتي من مطعم كما استفدت من هذا المطعم.. فبورك فيك.. وأحضر لي ـ على ذوقك ـ ما تشاء.

أسرع النادل، وأحضر له بعض الطعام، فرأيته الرجل يلتهمه بشهية عجيبة.

انتبه النادل لي، فحضر، وحياني بأدب معتذرا عن تأخره، فقلت: لا بأس عليك.. لقد استفدت كثيرا مما كنت تقوله.. فبورك فيك.. واطمئن.. فلن أطلب منك إلا الطيبات.. فأنا شديد الشهية لها.. ولا أحسب أن ما قدمته لذلك الرجل يكفيني.

قال النادل: إن ما قدمته له محسوب بدقة.. ولا أرى إلا أنه يكفيك.. لقد نهانا الله تعالى عن الإسراف، وأمرنا بالاقتصاد، فقال:﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا ﴾ (لأعراف: 31)

وأخبر تعالى أن الوقوف عند التلذذ بالطعام والشراب والتمتع بهما إنما هو من صفات الكافرين الجاحدين، فقال:﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ﴾ (الأحقاف:20)

ولهذا اعتبر a السمنة انحرافا، فقال: (إن خيركم قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يكون من بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن)

واعتبر a من الإسراف أن يأكل الإنسان كلما اشتهى، فقال: (إن من الإسراف أن تأكل


[1] ) رئيس قسم الأمراض النفسية في جامعة لندن في أكبر وأشهر مرجع طبي بريطاني (مرجع برايس الطبي- الطبعة العاشرة.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 429
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست