اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 413
قال: أسرع.. ضع يدك على فمك.
قلت: لم؟
قال: لقد أخبر a أن التثاؤب من الشيطان، فقال: (.. وأما التثاؤب فإنما هو من
الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه
الشيطان)[1]، وقال: (العطاس من الله، والتثاؤب
من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، وإذا قال: آه آه، فإن الشيطان
يضحك من جوفه، وإن الله عز وجل يحب العطاس ويكره التثاؤب)[2]
قلت: ما سر كراهية التثاؤب؟
قال: ما التثاؤب؟
قلت: ألا تعرفه؟.. قد كنت الآن تذكره..
قال: فما هو؟
قلت: إنه شهيق عميق يجري عن طريق الفم، فيدخل الهواء إلى
الرئتين.
قال: لقد أجبت نفسك.
قلت: أجبت نفسي؟! ماذا قلت؟
قال: الأصل في الهواء أن يدخل إلى الرئتين عن طريق الأنف،
ليتعرض للتصفية، فإذا دخل من غير ذلك الطريق كان فيه أذى، وكان في نفس الوقت دليلا
على حاجة الدماغ إلى الأوكسجين والغذاء، وعلى تقصير الجهاز التنفسي في تقديم ذلك
إلى الدماغ خاصة وإلى الجسم عامة، وهذا ما يحدث عند النعاس وعند الإغماء.
زيادة على ذلك، فإن التثاؤب قد يضر بالبدن، لأن الهواء غير
المصفى قد يحمل معه إلى البدن الجراثيم والهوام، لذا أمر a برد التثاؤب قدر المستطاع، أو سد
الفم براحة اليد اليمنى،