اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 388
التفت إلى المنصة التي جلس فيها القضاة،
وقال يخاطبهم: أما القضاة، فقد أخبر النبي a عن الخطر الذي يتعرضون له إن هم أعرضوا عن العدالة التي بذلوا
جهودهم للوصول إليها.. فقال a: (ما
من حاكم يحكم بين الناس إلا جاء يوم القيامة وملك آخذ بقفاه حتى يقف على جهنم ثم
يرفع رأسه إلى الله فإن قال الله تعالى ألقه ألقاه في مهواه أربعين خريفا)[1]
وفي حديث آخر قال a: (من جعل قاضيا بين الناس فقد ذبح بغير سكين)[2]
وقال: (ليأتين على القاضي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى أنه لم
يقبض بين اثنين في تمرة قط)[3]
والنبي a بهذا التشديد ينبه إلى خطورة هذا المنصب حتى لا يطلبه إلا من
أنس من نفسه القدرة عليه، أو أنس فيه ولي الأمر القدرة عليه، ولهذا قال a: (من ابتغى القضاء، وسأل فيه شفعاء
وكل إلى نفسه، ومن أكره عليه أنزل الله تعالى ملكا يسدده)[4]
ولهذا.. فإن رسول الله a قسم القضاة إلى ثلاثة أقسام، ففي الحديث الشريف: (القضاء
ثلاثة: واحد في الجنة، واثنان في النار، فأما الذي في الجنة: فرجل عرف الحق، فقضى
به فهو في الجنة، ورجل عرف الحق فلم يقض به وجار في الحكم فهو في النار، ورجل لم
يعرف الحق فقضى للناس على جهل فهو في النار)[5]
وقد نهى a أن يحول بين القضاة والعدل الذي كلفوا بتنفيذه أي حائل، ففي
الحديث: أن امرأة سرقت في عهد رسول الله a في غزوة الفتح، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله a؟ فقيل: ومن يجترئ عليه إلا أسامة
بن زيد حب رسول الله a؟
ففزع قومها إلى أسامة بن زيد