responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 385

وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: 283)، ونهى الله تعالى الشهداء من التهرب من الشهادة، فقال:﴿ وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ﴾ (البقرة: 282)

لست أدري كيف حدثتني نفسي حينها، وقلت: ما أسهل أن يخترق مثل هذا القضاء، وما أيسر أن يحتال عليه.. إن الأمر لا يعدو فيه نصائح تلقى، ثم تضيع الحقوق بعدها.

لقد قلت ذلك في نفسي، ويشهد الله أنه لم تتحرك به شفتاي، لكن المحقق نظر إلي، والابتسامة تملأ فمه، ثم قال: ليس ذلك صحيحا يا بني.. نعم نحن نعتمد النصيحة ثقة في الشهود.. ولكنا لا نكتفي بها..

لقد علمنا أقضى القضاة كيف نحتال في التحري عن الحقائق.. ومن ذلك ما روي أن ابني عفراء لما تداعيا قتل أبي جهل، قال لهما a: (هل مسحتما سيفيكما؟)، قالا: لا، قال: فأرياني سيفيكما.. فلما نظر فيهما، قال لأحدهما: هذا قتله، وقضى له بسلبه.

انظر كيف اعتمد a على دراسة الآثار.. وتعرف من خلالها على القاتل.. لقد اقتفى أثره في هذا ورثته.. فقد كانوا يستعملون كل وسائل التحري للوصول إلى الحقيقة التي لا يمكن أن تقوم العدالة إلا عليها..

سأحدثك عن أحد تلاميذه a لترى كيف كان التحري والتثبت قبل إرسال الأحكام.. إنه علي ذلك القاضي الذي هو مرجع قضاة الإسلام..

لقد حدث عبيد الله بن أبي رافع قال: خاصم غلام من الأنصار أمه إلى عمر فجحدته، فسأله البينة، فلم تكن عنده، وجاءت المرأة بنفر، فشهدوا أنها لم تتزوج وأن الغلام كاذب عليها، وقد قذفها.. فأمر عمر بضربه، فلقيه علي فسأل عن أمرهم، فأخبر فدعاهم، ثم قعد في مسجد النبي a وسأل المرأة فجحدت، فقال للغلام: اجحدها كما جحدتك، فقال: يا ابن عم رسول الله a إنها أمي، قال: اجحدها، وأنا أبوك والحسن والحسين أخواك، قال: قد جحدتها، وأنكرتها.. فقال علي لأولياء المرأة: أمري في هذه المرأة جائز؟ قالوا: نعم، وفينا أيضا، فقال

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 385
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست