responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 34

يدعها لقول أحد)، وقال: (إذا صح الحديث بما يخالف قولي فاضربوا بقولي عرض الحائط)

وقال أحمد: (من قلة فقه الرجل أن يقلد دينه الرجال)، وقال: (لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الثوري ولا الأوزاعي وخذ من حيث أخذوا)

وغيرهم كثير.. كلهم ردد هذا وحث عليه[1].

***

قلت: فقد صحبت هذا الرجل الفاضل إذن مدة من الزمن.

قال: أجل.. لقد كان من أعظم منن الله علي أن أنالني صحبة هذا الوارث.. لقد رأيت فيه من سمات ورثة النبوة ما جعلني كلما أذكره أذكر رسول الله a.. ولو لم تقف جميع الشياطين لتحول بين هذا الرجل وأمثاله والوصول إلى الناس لما احتاج الناس من يعرفهم برسول الله.. فيكفيهم ما يرونه منهم ليستدلوا على عظمة النبوة.

قلت: فحدثني عن صحبتك له.

قال: لن أقص عليك من صحبتي له إلا اليوم الأخير الذي أردت أن أودعه فيه..

قلت: فقصه علي.

قال: في ذلك اليوم اجتمعت به ـ مع أصحابي العشرة، ونحن في زي المسلمين ـ وفي بيته، أقبل إلينا بوجه بشوش، وقال: لعلكم لم تنزعجوا من صحبتكم لي هذه المدة.

قال أحدنا: لا.. بل لم نر منك إلا الإحسان..

قال آخر: لم نكن نتصور أن هناك بشرا يحمل من الإنسانية ما تحمل.

كان أصحابي صادقين في هذه الكلمات، فلم يكن منبعها مجاملة كاذبة، بل كان منبعها حقائق عاشوها بكل كيانهم..


[1] انظر (جامع بيان العلم وفضله) 2/ 132، و(إعلام الموقعين) 2/ 171.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست