قال: أجل.. لقد كان من أعظم منن الله علي أن
أنالني صحبة هذا الوارث.. لقد رأيت فيه من سمات ورثة النبوة ما جعلني كلما أذكره
أذكر رسول الله a..
ولو لم تقف جميع الشياطين لتحول بين هذا الرجل وأمثاله والوصول إلى الناس لما
احتاج الناس من يعرفهم برسول الله.. فيكفيهم ما يرونه منهم ليستدلوا على عظمة
النبوة.
قلت: فحدثني عن صحبتك له.
قال: لن أقص عليك من صحبتي له إلا اليوم
الأخير الذي أردت أن أودعه فيه..
قلت: فقصه علي.
قال: في ذلك اليوم اجتمعت به ـ مع أصحابي
العشرة، ونحن في زي المسلمين ـ وفي بيته، أقبل إلينا بوجه بشوش، وقال: لعلكم لم
تنزعجوا من صحبتكم لي هذه المدة.
قال أحدنا: لا.. بل لم نر منك إلا الإحسان..
قال آخر: لم نكن نتصور أن هناك بشرا يحمل من
الإنسانية ما تحمل.
كان أصحابي صادقين في هذه الكلمات، فلم يكن
منبعها مجاملة كاذبة، بل كان منبعها حقائق عاشوها بكل كيانهم..
[1] انظر (جامع بيان العلم وفضله) 2/ 132، و(إعلام الموقعين) 2/
171.