responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 313

قال: أجل.. لقد ذكر الله هذا التميز في النبي a وأصحابه على مدار الزمان، فقال تعالى:﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً﴾ (الفتح:29)

إن هذه الآية تعطي السمات التي يتميز بها الدعاة إلى الله السائرون على أقدام الأنبياء.

الشدة:

قلت: إن الآية تصفهم بالشدة.. فهل يستقيم الإيمان مع الشدة؟

قال: لا يستقيم الإيمان إلا مع الشدة.. الشدة ـ في أحيان كثيرة ـ هي العلاج الذي لا تصلح الأمور إلا به.

قلت: لم أفهم.. ألم يذكر نبيكم الرفق بدل الشدة؟.. ألم يقل في الحديث: (إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الدنيا والآخرة)[1]، وفي الحديث الآخر: (الرفق يمن والخرق شؤم، وإذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم باب الرفق)[2]؟

قال: صدق رسول الله a..

قلت: فكيف تجمع بين الشدة والرفق؟

قال: الرفق في المعاملة، والشدة في الموقف.

قلت: ماذا تعني؟

قال: ألم تر في حياتك النخلة؟


[1] رواه أحمد.

[2] رواه البيهقي في الأسماء والصفات.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 313
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست