responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 291

الإمامة[1] … وعلمت عن طريق مرآته الصافية أن محمدا a هو سيد الأئمة.. وأن ما قام على يده من فتوح في عالم الإمامة لم يفتح لغيره.

في ذلك الوقت كان استبداد (أتاترك)[2] قد بلغ أشده، فصار يتدخل في الشؤون الخاصة لرعيته.. لا يهدف من ذلك إلا لهدف واحد هو محو الإسلام من تلك الأرض التي احتضته قرونا طويلة..

لقد منع تدريس الدين في المدارس كافة، وأمر بتبديل الأرقام والحروف العربية في الكتابة إلى الحروف اللاتينية، وحرم الأذان الشرعي وإقامة الصلاة باللغة العربية، وأُعلنت علمانية الدولة، فمُنع القيام بأي نشاط أو فعالية في صالح الإسلام، وحُظر طبع الكتب الإسلامية،وأُرغم الناس على تغيير زيهم إلى الزي الأوروبي، فالرجال أُرغموا على لبس القبعة، والنساء أرغمن على السفور والتكشف..

وشكّلت محاكم زرعت الخوف والإرهاب في طول البلاد وعرضها، ونصبت المشانق لعلماء أجلاّء، ولكل من تُحدثه نفسه بالإعتراض على السلطة الحاكمة.


[1] فرقت في هذه الرسالة بين الإمامة والقيادة.. فاعتبرت الإمامة مرتبطة بالشؤون الدينية المحضة من الدعوة إلى الله والتربية عليها.. واعتبرت القيادة ما ارتبط من الإمامة بالدنيا كالسياسة والإدارة وغيرها.

والمصطلح الشرعي في هذا يعتبر كلا الناحيتين إمامة: فالإمام له كلتا الوظيفتين: حماية الدين ونصرته والدعوة له.. وفي نفس الوقت حفظ الدنيا، وتوفير ما تحتاجه الرعية منها.

وقد أشار القرآن الكريم إلى ارتباط الإمامة بالناحية التي اقتصرنا عليها هنا في قوله تعالى:﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴾ (الانبياء:73)، وقال تعالى:﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ (القصص:5)

ونشير ـ هنا ـ إلى أن التفاصيل الكثيرة المرتبطة بهذه الناحية المهمة خصصنا لها رسالة من هذه السلسلة هي رسالة (النبي الهادي)، وهي الرسالة التالية لهذه الرسالة.

[2] ذكرنا (أتاترك) ومنابع استبداده ومظاهرها في رسالة (أوتاد الاستبداد) من (رسائل السلام)

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست