اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 277
قال آخر: مثلما فعل مهندسو
الطاقة النووية من قبل فإن علماء التكنولوجيا البايولوجية يقومون اليوم باللعبة
نفسها، فيقللون من المخاطر التي يمكن أن يقود إليها عملهم.
***
بينما كان الجمع يتحدث بتلك
الأحاديث إذا بأحدهم ينهار، ويسقط بجانبي، وإذا بالباقر يسرع إليه، ويحمله، ثم
يسرع به إلى سيارة قريبة، فيمتطيها، وأمتطيها معه إلى مستشفى قريب..
في ذلك المستشفى وجدنا
الرعاية التامة، ووجدنا الاحترام الكامل للمرضى..
لكني سمعت صوتا مرتفعا في قاعة
من القاعات، فرحت أتصنت عليها.. لقد كانت القاعة مخبرا تجرى فيه التحاليل المختلفة
للمرضى.. سأحكي لكم بعض ما وصل أذني من أحاديثهم، فكلها كانت تصب فيما كنا فيه.
قال الأول: إن ما تقوله
خطير.. إننا نتلاعب بذلك بهذه الأمانات التي بين أيدينا.. ألا ترى إلى المرضى
الذين ينظرون إلينا، وكأننا المنقذ الذي أرسله الله ليخلصهم من العلل التي تنهشهم.
قال الثاني: ولكنهم صائرون
إلى الموت لا محالة.. ثم مصيرهم بعد ذلك إلى الدود الذي يلتهم تلك الأعضاء الثمينة
التي يملكونها.
قال الأول: فهل تريد أن تتغذى
بهم قبل أن يتعشى بهم الدود.
قال الثاني: سيجد الدود أكله
لا محالة.. وتلك الأعضاء لن يضر الدود فقدها.
قال الأول: إننا أمة تسعى إلى
الحضارة.. والحضارة تستدعي احترام الإنسان.. فهل تريد بنا أن نتحول إلى بدائيين من
أكلة لحوم البشر.
أرسل الثاني ضحكة عالية،
وقال: أتدري من طلب هذه الأعضاء، ومن يبذل فيها الأموال الضخمة.. إنهم أرباب
الحضارة أنفسهم.. إنهم سدنة هذه الحضارة العظيمة التي نعيش في ظلها.
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 277