responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 195

ورع الصديقين:

قال رجل من الجمع: عرفنا الدرجة الثالثة.. فحدثنا عن الدرجة الرابعة.

قال بشر: لقد عبر العلماء عن الدرجة الرابعة بأنها ورع الصديقين، فالحلال عندهم كل ما لا تتقدم في أسبابه معصية، ولا يستعان به على معصية، ولا يقصد منه في الحال والمآل قضاء وطر، بل يتناول لله تعالى فقط وللتقوي على عبادته واستبقاء الحياة لأجله، وهؤلاء هم الذين يرون كل ما ليس لله حراماً، امتثالاً لقوله تعالى:﴿ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ﴾ (الأنعام: 91)

وأهل الله من المقربين يقصدون بالورع شيئا آخر أعمق وأجل، وهو تورعهم من أن تمتلئ خواطرهم بغير ذكر الله.. أو تتوجه هممهم لغير قبلة الله..

وفي هذا قال بعضهم: (الورع أن تتورع عن كل ما سوى الله)، وقال آخر: (ليس يدل على فهم العبد كثرةُ علمه، ولا مداومتُه على ورده، وإنما يدل على نوره وفهمه غناه بربه وانحياشه إليه بقلبه، والتحرر من رق الطمع، والتحلي بحلية الورع)

***

بعد أن أنهى بشره حديثه مع أهل السوق، اقتربت منه، وعرفته بنفسي، وبمطلبي، فاستقبلني، وسر بي، بل طلب مني أن أصحبه لأتعلم منه علوم الورع التي جاء بها محمد a.

وفي خلال صحبتي له علمت علم اليقين أن محمدا a هو سيد الورعين.. وأن ما جاء به في هذا الباب لا يلحقه فيه أحد من الناس.

وعلمت ـ من خلال صحبته ـ علم اليقين أن هذه البشرية التائهة لو تخلت عن كبريائها، وجلست بين يدي رسول الله a ليلقنها أصول الورع وفروعه لاستغنت بها عن كل القوانين التي تفرضها، وعن كل تلك الجيوش التي تقوم بحمايتها.

قلت: فكيف ظهر لك أن تفارقه؟

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست