اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 132
وفُجاءة النِّقمة وجميع سخط الله، والشِّقاق والنفاق وسوء
الأخلاق، والجوع والخيانة، وعلماً لا ينفع وقلباً لا يخشع ونفساً لا تشبع ودعاءً
لا يُسمع، وشر السمع وشر البصر وشر اللسان وشر القلب وشر المنيِّ، والهدم
والتردِّي والغرق والحرق، وتخبُّطَ الشيطان والموت في سبيل الله مدبراً، والموت
لديغاً، والبرص والجنون والجُذام وسئ الأسقام، ومنكراتِ الأخلاق والأهواء والأعمال.
قلت: فاذكر لي من الألفاظ التي نطق بها محمد، فإني ـ كما عرفتها
ـ ألفاظ جامعة مانعة.. فقد أوتي من القدرة التعبيرية ما لا يضاهيه فيه أحد.
قال: سأدعو لك عليا ليحدثك بنصوصها.. فقد أوتي ذاكرة مكنته من
حفظ الكثير من الأحاديث في هذا وغيره.
نادى جعفر عليا، فجاء، وقال ـ وكأنه كان يتنصت لما نقول ـ:
تريدون أحاديث أعرف العارفين بالله في الاستعاذة بالله.
قلت: أجل.. فتعبير محمد a تعبير جامع مانع.. ولا أرى أن هناك من يستطيع التعبير عن
الحقائق بمثل أسلوبه.
قال: لقد ذكر رسول الله a ما آتاه الله من هذا، فقال: (إنما بعثت فاتحا وخاتما، وأعطيت
جوامع الكلم وفواتحه، واختصر لي الحديث اختصارا فلا يهلكنكم المتهوكون[1][2]
قلت: فحدثني بما ورد في هذا.
قال: من الاستعاذات التي وردت بها الأحاديث: (اللهم إني أعوذ بك
من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع)[3]، وفي رواية: (اللهم إني أعوذ بك من
نفس
[1] المتهوكون: التهوك كالتهور، وهو الوقوع في الامر بغير روية.