اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 75
بعبادتها.
وجاء في قرار هذا المجمع ما يلي: (نحكم بأن توضع الصور ليس في
الكنائس والأبنية المقدسة والملابس الكهنوتية فقط، بل في البيوت وعلى الجدران في
الطرقات، لأننا إن أطلنا مشاهدة ربنا يسوع المسيح ووالدته القديسة والرسل، وسائر
القديسين في صورهم، شعرنا بالميل الشديد إلى التفكير فيهم، والتكريم لهم، فيجب أن
تؤدى التحية والإكرام لهذه الصور)
واستمر الحال هكذا، حتى قامت حركة الإصلاح الكنسي في القرن
الخامس عشر الميلادي، وكان من مبادئها منع اتخاذ الصور والتماثيل في الكنائس
والسجود لها متأثرين في ذلك بما رأوه من المسلمين عن طريق الحروب الصليبية.
بالإضافة إلى هذا، فقد ظهر لمقاومة هذه الظاهرة الخطيرة حركة
تُسمَّى (أيكونوكلازم)
(iconoclasm)، أي (تحطيم الأيقونات) أو (تحطيم
الأوثان)، وقد ظهرت حول القسطنطينية في القرنين الثامن والتاسع تحت تأثير الإسلام.
لقد رأت هذه الحركة أن الأيقونات تشكل سقوطاً في الوثنية
باعتبار أن كثيراً من المصلين أصبحوا يظنون أن الأيقونة هي نفسها الشخص المقدَّس
المرسوم عليها.
وقد نجحت الحركة بشكل مؤقت إذ ظهر أباطرة معادون للأيقونات،
وحتى بعد قمع الحركة، كان الفنانون البيزنطيون يحاولون الابتعاد عن التصوير
الواقعي والميل نحو التجريد، وذلك حتى يبتعدوا عن التجسيم والتوثين.
ليس هذا فقط هو تأثير الإسلام في المسيحية..
فمن تأثيره فيها ما دعا إليه البروتستانت من حرية قراءة الكتاب
المقدس، ورفض احتكار الكنيسة تفسيره، والتي فتحت الباب أمام حركة نقد الكتاب
المقدس في الغرب، تلك الحركة المنهجية التي تدين بالفضل لعلماء الإسلام الذين
كتبوا في الرد على هذا الاحتكار كابن حزم والغزالي والقرطبي وابن تيمية وابن
القيم، وغيرهم.
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 75