اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 71
وأركان الإيمان فيه على غرار أصول الإيمان في الإسلام، وأدرج
فيها بعض أصول الإيمان الإسلامية مما لم يكن معروفًا في اليهودية من قبل أو مدرجًا
في العهد القديم، كالاعتقاد بأن الله عالم، وبالثواب والعقاب في الآخرة، والاعتقاد
في بعث الموتى.
وحدد مفهوم النبوة والمعجزة لأول مرة في اليهودية، وقد جاء إما
متأثرًا بنظرية الفلاسفة المشائين كالفارابي وابن سينا، وإما متابعًا لجمهور علماء
الإسلام في استدلالهم على هذه المعتقدات بالنصوص القرآنية.
وقد أقر ابن كمونة بعدم ذكر الثواب والعقاب الأخروي في التوراة
وراح يعتذر عن ذلك ويحاول تسويغه، وهذا يؤكد اقتباس ابن ميمون هذه الأصول من
الإسلام.
بالإضافة إلى هذا، فقد بدأ نقد التوراة، يقول (واكسمان) صاحب
كتاب (الأدب اليهودي): (في القرن الحادي عشر دخلت الفلسفة اليهودية مرحلة جديدة
متأثرة بالمؤلفات الفلسفية الإسلامية والأفكار الإسلامية، وكان من أثر هذا أن بدأ
الشك في التلمود، وبدأت تظهر أفكار حرة، ولم يقتصر الهجوم والنقد الذي قام به
القراءون والطوائف المتصلة بهم على التلمود، بل شمل الكتاب المقدس أعظم إنتاج عقلي
في الدين اليهودي)[1]
أما التأثير الإسلامي على المسيحية، فواضح لا شك فيه.
ولعل أهم هذه الآثار هو حماية الإسلام المسيحية من السقوط في
حمأة الوثنية التي كان لا يفرق بينها وبينها إلا قاب قوسين أو أدنى.
قلت: إن ما تقوله غير صحيح.. فلم تقترب المسيحية في يوم من الأيام
من رجس الوثنية.
وكيف تقترب من الوثنية، وكتابها المقدس يقول لها: (لا تصنع لك
تمثالا منحوتا، ولا
[1] نقلا عن إبراهيم موسى
هنداوي، الأثر العربي في الفكر اليهودي. ص 144، مكتبة الأنجلو المصرية 1963
م.
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 71