اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 64
أتدري السر في كل ذلك؟
قلت: ما سره؟
قال: تلك السماحة والسلام والنبل والترفع الذي ربى عليه محمد
أتباعه.. لقد كانت البذور التي بذرها محمد في نفوس أتباعه، والتربية التي رباهم
عليها هي السر في كل ذلك النجاح.
لقد أرسل البطريرك النسطورى الثالث إلى البطريرك (سمعان) زميله فى المجمع بعد
ظهور الإسلام رسالة يقول فيها: (إن العرب الذين منحهم الرب سلطة العالم وقيادة
الأرض أصبحوا معنا، ومع ذلك نراهم لا يعرضون النصرانية بسوء، فهم يساعدوننا
ويشجعوننا على الاحتفاظ بمعتقداتنا، وإنهم ليجلون الرهبان والقسيسين، ويعاونون
بالمال الكنائس والأديرة)
وقد قال المؤرخ العالمى (هـ. ج. ويلز) فى كتابه (معالم تاريخ
الإنسانية): (لقد تم فى 125 عاماً أن نشر الإسلام لواءه من نهر السند إلى المحيط
الأطلسى وإسبانيا، ومن حدود الصين إلى مصر العليا، ولقد ساد الإسلام لأنه كان خير
نظام اجتماعى وسياسى استطاعت الأيام تقديمه، وهو قد انتشر لأنه كان يجد فى كل مكان
شعوباً بليدة سياسياً: تسلب وتظلم وتخوف، ولا تعلم ولا تنظم، كذلك وجدت حكومات
أنانية سقيمة لا اتصال بينها وبين أى شعب. فكان الإسلام أوسع وأحدث وأنظف فكرة
سياسية اتخذت سعة النشاط الفعلى فى العالم حتى ذلك اليوم، وكان يهب بنى الإنسان
نظاماً أفضل من أى نظام آخر)
لقد كان ذلك العدل الذي طالما حلمت الشعوب به هو السر الأكبر في
انتشار الإسلام..
لقد فتح المسلمون مصر، وكان سكانها على دين المسيحية، فلم
يكرههم المسلمون على اعتناق الإسلام، ولو كان هناك إكراه ما بقى الأقباط على دينهم
حتى هذه اللحظة.
إنما أقام المسلمون العدل الذي أمرهم به دينهم، فردوا للأقباط
كرامتهم الإنسانية المفقودة التى سلبهم إياها حكامهم الرومان، وهم على نفس الدين،
ولكن على مذهب
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 64