اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 62
دفعتهم في سبيل الفتح وهو سبب لا حرج فيه... فنشر القرآن جناحيه
خلف جيوشه الظافرة، وانقضوا انقضاض الصاعقة على افريقيا الشمالية من البحر الاحمر
الى المحيط الاطلسي، ولم يتركوا أثرا للعنف في طريقهم، إلا ما كان لا بد منه في كل
حرب، ولكنهم لم يبيدوا أمة قط أبت الإسلام)
أنا لم أكتف بالشهادات وحدها.. وإن كان لها تأثيرها الخطير في
إبراز الحقائق..
ولكني رحت أتتبع مسيرة الدعوة الإسلامية في كل مراحلها.. وقد
تبين لي ـ بعد البحث الطويل ـ أن الإسلام لم يكره في أي فترة من فترات تاريخه أي
أحد في الدخول للإسلام..
حتى ما أظهر المتطرفون الذين يطلق عليهم المسلمون (الخوارج)،
فقد كانوا مع شدتهم مع مخالفيهم من المسلمين متسامحين مع غيرهم من أهل الديانات
الأخرى مما اضطر بعض المسلمين إلى التظاهر بالكفر حتى يحتموا منهم.
لقد كان حاديهم إلى ذلك ما ورد في القرآن من تأمين المخالفين،
ففيه:﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى
يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ
لَا يَعْلَمُونَ (6)﴾(التوبة)
وقد روي أن واصل بن عطاء أقبل في رفقة فلقيهم ناس من الخوارج،
فقالوا لهم: من أنتم؟ قال لهم واصل: مستجيرون حتّى نسمع كلام اللّه، فاعرضوا
عليّنا. فعرضوا عليهم فقال واصل: قد قبلنا. قالوا: فامضوا راشدين، قال واصل: ما
ذلك لكم حتى تبلغونا مأمننا. قال اللّه تعالى:﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ
أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ﴾، فأبلغونا مأمننا)، فجاءوا معهم حتى بلغوا مأمنهم[1].
سكت قليلا، ثم قال: تلك الآية تمثل حقيقة الدعوة في الإسلام..
وعلاقة السيف بها.