اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 58
وقد غمرت هذه التماثيل الحياة الدينية والمدنية التي ظهرت في
عهد ازدهار البوذية.
ولم يزل وجود الإله الإيمان به في البوذية موضع خلاف وشك عند
مؤرخي هذه الديانة ومترجمي مؤسسها، حتى يحار بعضهم ويتساءل: كيف قامت هذه الديانة
العظيمة على أساس رقيق من الآداب التي ليس فيها الإيمان بالله، فلم تكن البوذية
إلا طرقاً لرياضة النفس وقمع الشهوات، والتحلي بالفضائل، والنجاة من الألم،
والحصول على العلم.
أشار إلى جزيرة العرب، وقال: في هذه المنطقة التي ولد فيها محمد
لم يكن يعبد إلا التماثيل التي يصنعها الناس بأيديهم.
لقد كان لكل قبيلة أو ناحية أو مدينة صنم خاص، بل كان لكل بيت
صنم خصوصي.
وقد استهترت العرب عبادة الأصنام، فمنهم من اتخذ بيتاً، ومنهم
من اتخذ صنماً، ومن لم يقدر عليه ولا على بناء بيت نصب حجراً أمام الحرم، وأمام
غيره، مما استحسن، ثم طاف به كطوافه بالبيت وسموها الأنصاب، وكان في جوف الكعبة
وفي فنائها ثلاث مائة وستون صنماً، وتدرجوا من عبادة الأصنام والأوثان إلى عبادة
جنس الحجارة.
وكان للعرب آلهة شتى غير هذه الأصنام من الملائكة والجن
والكواكب، فكانوا يعتقدون أن الملائكة بنات الله، فيتخذونهم شفعاء لهم عند الله
ويعبدونهم ويتوسلون بهم عند الله، واتخذوا كذلك من الجن شركاء لله وآمنوا بقدرتهم
وتأثيرهم وعبدوهم[1].
أشار إلى مناطق أخرى، وقال: لم تكن الوثنية سائدة في بلاد العرب
وحدها، بل كل هذه المناطق كانت لا تعرف دينا غير الوثنية المتطرفة.
لقد بلغت الوثنية أوجها في القرن السادس، فقد كان عدد الآلهة في
(ويد) ثلاثة وثلاثين، وقد أصبحت في هذا القرن 330 مليون.