قلت: أجل.. وقد ولد هذا المصطلخ بعد انهيار
الاتحاد السوفيتي الذي كان العدو الأول للغرب ـ وخصوصا الغرب الأمريكي ـ من عام 1947
م إلى عام 1990م، ثم دارت الدائرة على هذا (الخطر الأحمر) ـ كما يسميه الغرب ـ
وانهار، وتفتتت هذه الإمبراطورية الضخمة إلى مجموعــة من الدول والدويلات، وانتهى
بذلك عصر (الحرب البادرة)
قال: لقد وجدت الولايات المتحدة الأمريكية،
وأتباعها ومن يدورون في فلكها من دول أوربا، نفسها بلا عدو تمارس الصراع ضده وتطور
عدتها وآلاتها لمهاجمته، فأوعز نفر من كبار المفكرين الاستراتيجيين هناك إلى أصحاب
القرار باتخاذ الإسلام جبهة صالحة لتصويب آليات الصراع نحوها، واعتباره (الخطر
الأخضر) بحسب تعبيرهم.
وذلك للحفاظ على تماسك واندفاع الحضارة الغربية ضد هذا (الزحف
الإسلامي)، وخصوصاً بعدما نما الإسلام في أوربا، وظهرت فيه دويلات تحمل اسم
الإسلام، كما تزايدت أعداد المسلمين في الولايات المتحدة، سواء المهتدين من أهلها،
أم النازحين إليها من خارجها..وأصبح من الحاقدين من يحذر حكام أوروبا من الانتشار
المتزايد للإسلام.
لقد ظهرت فكرة (صراع الحضارات)، أو نظرية (صدام الحضارات)،
وخصوصاً الصراع الحتمي بين الإسلام كحضارة وبين الحضارة الغربية التي تتزعمها
الولايات المتحدة
[1] روج لهذه الفكرة مجموعة
من المستشرقين والمؤرخين والمفكرين المشبوهين بارتباطاتهم بالدوائر الصهيونية
العنصرية، ومن أبرزهم المؤرخ اليهودي برنارد لويس ( Bernard Lewis )الذي روج لهذه الفكرة بمقال نشره في مجلة Atlantic Monthlyـ عدد سبتمبر 199.م. ثم سار
على دربه ونسج على منواله المؤرخ اليهودي الأمريكي صموئيل هنتنجتون ( Samuel
Huntington ) في مقالة نشرها في مجلة Forein
Affairs عام 1993م، ثم طورها ووضع لها كتابا
حمل نفس العنوان (صدام الحضارات) The Clash of Civilizations وهو الكتاب الذي تنـــاولته أجهزة الإعلام في الدول الغربية،
ومنها الولايات المتحدة، بالشرح والتحليل وتســليط الأضواء عليه بشكل مــكثف، منذ
ظهرت طبعته الأولى.
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 495