responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 492

لأذواقهم؟

قال: أجل.. هذه الحضارة الشاذة صارت تفرض قوانينها البشر، وتغير جميع الأنماط التي عرفتها الحياة من قبل.. لقد قالت شبيلا جابل: (كنت في بداية العمل في السينما، وكان ذلك حوالي عام 1960 م ولم أكن اسمع من المخرجين الذين قدموني إلا العبارة التالية: (لن تمهري في السينما، ولك هذا الأنف).. فإذا كان أنفي يحد من انطلاقي ويمنعني من الظهور أمام الجمهور،وفكرت طويلا في الأمر، ثم عزمت على الإطاحة بهذا الأنف، وأسلمت نفسي لجراح مشهور، وأجريت لي الجراحة)

سكت قليلا، ثم قال: أتعرف الرحمة؟

قلت: أجل.. فليس بشرا من لا يعرف الرحمة.

قال: ولكن هذه الحضارة الشاذة انتكست الرحمة عندها..

قلت: لم أفهم قصدك.

قال: لعلك رأيت الذين يأسفون ويمتلئون حزنا عندما يرون المسلمين، وهم يذبحون ضحاياهم من الكباش.

قلت: أجل.. ويعتبرونها مظهرا للقسوة.

قال: ولكنهم هم أنفسهم الذين يذبحون البشر آلاف البشر في وقت واحد وبملايين القنابل دون أن يهتز لهم عرق واحد.

قلت: أتقصد أن البشر وجهوا الرحمة للحيوانات بدل البشر؟

قال: ليس مطلقا.. هم يعذبون الحيوانات كما يعذبون البشر.. ولكن منطق الرحمة الذي انتكس عندهم جعلهم يتعاملون مع الحيوانات معاملات شاذة [1]..


[1] انظر الإحصائيات التالية في (الحضارة المعاصرة.. الوجه الآخر)، مجلة البيان، العدد2، ص84.

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 492
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست