responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 487

سكت قليلا، ثم قال: أتعرف (الريجيم)؟

ابتسمت، وقلت: هل له هو الآخر علاقة بالحضارة؟

قال: أجل.. له علاقة كبرى بالحضارة.. لأنه من شذوذ هذه الحضارة.

قلت: كيف ذلك.. أتريد من البشر أن يصبحوا بأجسام الفيلة.. إن الأرض لا تستطيع حمل هذا العدد الضخم من الفيلة.

قال: ولم يصبح البشر فيلة؟

قلت: لولا الريجيم لصاروا فيلة.

قال: ولم لا يأكلون أكل الفطرة.. ويعيشون حياة الفطرة.. فلا يضطرون إلى الريجيم ولا إلى غيره..

أعرف قريبة كانت تأكل بلا حساب.. وخارج فطرية الغذاء.. حتى أصبحت ممتلئة البدن وغير مقبولة الشكل، وبخاصة من زوجها، فلما أحست منه ذلك سارعت إلى اعتماد ريجيم صارم دفعة واحدة، ودون تدرج، فأصيبت بالهزال وفقدان المناعة إلى أن ابتليت بمرض (السحايا) وأدخلت المستشفى في حالة الخطر الشديد، ثم رد الله لها عافيتها بعد فقدان الأمل.

إن حاجة الجسم إلى الأغذية المتنوعة تبعثها الغدد من خلال الإحساس بالرغبة في تناول هذا الطعام أو ذاك، ومن الفطرية مراعاة التجاوب مع هذه الرغبات دون تفريط ولا إفراط، لأن عدم التجاوب مع هذا الإحساس الفطري، يعتبر لوناً من ألوان الشذوذ.

سكت قليلا، ثم قال: أتعرف الزواج.. والعلاقات الزوجية؟

قلت: أجل.. ولولا الزواج ما استمر نوع الإنسان.

قال: هذه الحضارة المسمومة عبثت به وبهذا النوع من العلاقات ما شاء لها أن تعبث.. فعالم الجنس اليوم ـ في حضارة سدوم وعمورية ـ قد خرج بالكلية عن الممارسة الفطرية، فلم تعد هناك علاقة بين الزوج وزوجته، بل اتخذ أنماطاً من الممارسات الجنسية القذرة الممعنة

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 487
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست