اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 481
قلت: ستدمر الأرض إذن.
قال: بل ستعمر.. ستعمر عمرانا لم تعمر
مثله.
قلت: ألست متناقضا فيما تقول؟
قال: لا.. بل أنا متفائل.. هذه الحضارة
ستموت كما ماتت قبلها كل الحضارات الطاغية لتبنى على أنقاضها حضارة السماء.
قلت: ومن الذي ينزل لنا بحضارة السماء؟
قال: الذي أنزلها أول مرة لن يعجز عن أن
ينزلها مرة أخرى.
قلت: وهل نزلت حضارة من السماء.. لم أسمع
بهذا.
قال: إنها الحضارة التي غرس شجرتها محمد..
هي لا تزال حية نضرة تنتظر فقط من يسقيها.. لتعود ثمارها الطيبة من جديد تطعم جوع
البشرية.. وتسقي ظمأها.
قلت: أراك تعود إلى محمد.
قال: لولا أن لي ثقة كبيرة في إنقاذ ورثة
محمد للإنسان ولحضارة الإنسان لكنت الآن في مارستان المجانين.. إن أملي في ذلك
الرجل العظيم.. وفي ورثته العظام.. إن ذلك هو زاد تفاؤلي الوحيد.
قلت: أراك مغرما بالحضارة الإسلامية..
قال: لقد طفت الحضارات البشرية جميعا، وبحثت
في تراثها وآثارها.. وسألت إنسانها وبنيانها.. فلم أجد حضارة أطهر ولا أصفى ولا
أرفع من الحضارة التي أقامها محمد.
قلت: لكأني بك أحدهم.. فمن أنت؟
قال: أنا (كوستاف لوبون)..
قلت: المستشرق العاشق لحضارة المسلمين.
قال: أنا الباحث عن الحضارة التي تحفظ
الأكوان.. وترفع الإنسان.
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 481