اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 447
كنائس بأن تحول عادة التضحية بالثيران في يسر ولطف إلى ذبحها
لأنعشهم لمديح الله، وبهذا كان كل ما طرأ على الإنجليز من تغير، هو تحولهم من أكل
لحم البقر حين يحمدون الله إلى حمد الله حين يأكلون لحم البقر)[1]
التيه:
قلت: لقد طلق الناس الكنيسة.. فهل وجدوا فنا صالحا يخدم ما
وجدته من أهداف بعدها؟
قال: الفن مثل الثمرة.. وكما أن الثمرة لا
تلام على نوعها ولونها، فكذلك لا يلام الفن؟
قلت: فمن الملوم؟
قال: البذرة.. البذرة هي التي تنتج
الثمرة.. كما قال المسيح: (هل تجتنون من الشوك عنبا، أو من الحسك تينا.. هكذا كل
شجرة جيدة تصنع أثمارا جيدة، وأما الشجرة الردية فتصنع أثمارا ردية) (إنجيل
متى:7/16-17)
قلت: فما البذرة؟
قال: هي الأفكار التي تملأ عقل صاحبها
وقلبه، فيأبى إلا أن يعبر عنها بما يطيق من صنوف التعبير.
قلت: فهمت هذا.. ولكني سألتك عن أنواع الفنون التي هرع إليها
قومنا بعد أن طلقوا الكنيسة.
قال: قد أجبتك.. لقد توزعت عقولهم تبحث عن
أي شيء يغطي ذلك اللهث وراء الحقيقة.