responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 445

لها الناس ويقبلونها ويوقدون الشموع ويحرقون البخور أمامها ويتوجونها بالأزهار ويطلبون المعجزات بتأثيرها الخفي.. وفي البلاد التي تتبع مذهب الكنيسة اليونانية بنوع خاص كنت ترى الصور المقدسة في كل مكان في الكنائس والأديرة والمنازل والحوانيت وحتى أثاث المنازل والحلي والملابس نفسها لم تخل منها، وأخذت المدن التى تتهدد أخطار الوباء أو المجاعة أو الحرب تعتمد على قوة ما لديها من الآثار الدينية، أو على ما فيها من الأولياء والقديسين.. للنجاة من الكوارث)[1]

قلت: لقد سمعت أن بعض قومنا قاموا في وجه هذا النوع من الوثنية.

قال: نعم.. لقد حصل ذلك بتأثير الإسلام[2].. ولكن ذلك ـ للأسف ـ لم يتم بالصورة المثلى.. فقد ظل المتعصبون من رجال الدين هم الحكم في هذا.. بل إنه اجتمع مجلس من أساقفة الغرب دعا إليه البابا (جريجورى الثاني) وصب اللعنة على محطمي الصور والتماثيل.

وفي مجمع نيقية الثاني سنة 787 صدر القرار التالي، والذي عدل نوعا ما كان سائدا من عبادتهم: (إنا لا نحكم بأن توضع الصور في الكنائس والأبنية المقدسة والملابس الكهنوتية فقط، بل في البيوت وعلى الجدران في الطرقات، لأننا إن أطلنا مشاهدة ربنا يسوع المسيح ووالدته القديسة والرسل وسائر القديسين في صورهم شعرنا بالميل الشديد إلى التفكير فيهم والتكريم لهم، فيجب أن تؤدى التحية والإكرام لهذه الصور، لا العبادة التي لا تليق إلا بالطبيعة الإلهية)[3]

سكت قليلا، ثم قال: ليت الأمر اقتصر على المسيح وأمه، بل إن الكنيسة تجرأت فصورت الله كما تصور المخلوقين..


[1] قصة الحضارة 24/154.

[2] انظر الفصل الأول من هذه الرسالة.

[3] محاضرات في النصرانية: 164.

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 445
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست