اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 435
قالت: ذلك سر آخر [1]..
أحيانا يتطلب منك حبك للشيء أن تكتم محبتك له.
قلت: لم؟
قالت: أرأيت لو أني أعلنت إسلامي.. ثم كتبت جميع شهاداتي
للإسلام.. هل ترى أحدا من الناس سيقبلها؟
قلت: لا أظنهم يفعلون..
قالت: هذا ما أطيق أن أجيبك عنه.. فلا تسألني المزيد من
الأسئلة.
قلت: فأنت مسلمة تكتمين إسلامك!؟
[1] ورد في مقال بعنوان
(مستشرقون أعلنوا إسلامهم) قول مؤلفه ـ لم أجد اسمه ـ :( ويطيب لي هنا أن أُثَـلثَ بثالثة
الأثافي، قصة العالمة الألمانية زيغريد هونكة صاحبة الكتاب الشهير (شمس العرب تسطع
على الغرب) والذي بينتْ فيه، كما هو معلوم، فضل حضارة المسلمين وتمدنهم على الغرب
ونهضته الأخيرة بعد عصور الظلام التي غطتْ أوروبا في غطيطها قرونا طويلة.. زيغريد
هونكة التي تَمَلّك حبُّ العرب وثقافتِهم ومجدِهم شَغاف قلبها بما لا يكاد أن يكون
له مثيل بين الأوربيين وأحبتْ الإسلام لحبها لهم ولعلمها بأنه هو الذي أخرجهم بين
الأمم خير أمة أخرجت للناس.
وقد حدثني بخبرها الدكتور
علي الدفاّع عالم الرياضيات المعروف في جامعة البترول بالظهران بنفسه مشافهة قال: كنت في أحد المؤتمرات العلمية في
أوربا وقد تحدثتُ إلى الدكتورة هونكة وكنت مطلعا على كتاباتها وإنصافها لعقيدتنا
وحضارتنا ورأيتُها وقد كبِرتْ سِنُّها قلت لها: إن لي حلما جميلا أرجو له أن
يتحقق!! فقالت لي: وما هذا الحلم.. قال فأجبتُها: بأن حياتك العلمية والثقافية
الطويلة في الدفاع عن مآثر العرب والمسلمين وتاريخهم أرجو أن يكون لهذه الحياة
الحافلة وهذه السيرة العلمية المميزة تكملة جميلة وأن تختم بأحسن ختام وذاك بأن
تدخلي في الإسلام!! قال محدثي: وقد رأيتُ عينيها اغرورقتا بالدموع ثم قالت لي
بالعربية الفصيحة:( بيني وبين ذلك قاب قوسين
أو أدنى ) قال فما مر عام أو أكثر
حتى سمعتُ خبر اعتناقها للإسلام وسمعتُ خبر وفاتها بعد ذلك بمدة رحمها الله..
وعندما سُئلتْ في أحد
المؤتمرات الإسلامية ما نصيحتها للمرأة العربية التي تريد طي الماضي وخلع الحجاب،
قالت زيغريد هونكة:(..
لا ينبغي لها أن تتخذ المرأة الأوربية أو الأمريكية أو الروسية قدوة تحتذيها، أو
أن تهتدي بفكر عقدي مهما كان مصدره، لأن في ذلك تمكينا جديدا للفكر الدخيل المؤدي
إلى فقدها مقومات شخصيتها، وإنما ينبغي عليها أن تستمسك بهدي الإسلام الأصيل، وأن
تسلك سبيل السابقات من السلف الصالح، اللاتي عشنه منطلقات من قانون الفطرة التي
فُطرنَ عليها، وأن تلتمس العربيةُ لديهن المعايير والقيم التي عشن وفقا لها، وأن
تكيف تلك المعايير والقيم مع متطلبات العصر الضرورية وأن تضع نصب عينيها رسالتها
الخطيرة الممثلة في كونها أم جيل الغد العربي، الذي يجب أن ينشأ عصاميا يعتمد على
نفسه )
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 435