responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 419

قالت: أنت تعرف قومنا.. وتعرف أسلوب تفكيرهم، والطريقة التي يبثون بها مواقفهم.. فلذلك لا أحتاج إلى الرد عليهم.. لأنهم يلقون بالمواقف التي تملى عليهم، ولا يلقون بالمواقف التي يجدونها بالبحث الموضوعي.

ولكني أقول لك ـ وخصوصا في هذا الجانب ـ أن المسلمين لم يكتفوا بترجمة المؤلفات اليونانية والهندية، لكنهم أعطوا العالم أطباء بكل معنى الكلمة، وأعطوا للطب شكلاً لم يكن معروفاً من قبل، وكانت مدارسهم مثلاً اقتدى الغرب بها، فجعل جامعاته على نفس النمط، وعلم فيها ما كان يعلم في المدارس الإسلامية.

فمنذ القرن العاشر أخذ الطب بفضل الأطباء المسلمين، شكلاً جديداً لم يكن معروفاً من قبل، لا عند إبقراط ولا جالينوس ولا عند غيرهم، وكان هذا الطب الجديد يرسخ على ثلاث ركائز متينة:

فهو نظام طبي للتعليم والممارسة.. وهو يقوم على تشخيص الأمراض ووصف أمراض جديدة، وله اهتمام بعلم الصيدلة واكتشاب أدوية جديدة.

أما تنظيم التعليم الطبي وممارسة مهنة الطب.. فقد كان هذا التنظيم يعتمد على مدرسة للعلم تعطى فيها الدروس النظرية وتشرح فيها الكتب العلمية، وإلى جانب هذه المدارس، كانت بيوت الكتب تغص بالمؤلفات من كل الأنواع، كما كانت هناك مستشفيات للمرضى، يعطي فيها المعلم الدروس العملية. ومستشفيات بغداد والري وابن طولون أمثلة حية على ذلك.

وكانت هناك قواعد لهذا النظام، فقد كان على من يود ممارسة مهنة الطب، الحصول على أجازه لذلك. وكانت هذه الإجازة، تعطى من قبل لجنة تتشكل من أعضاء لهم خبرة ويرأسها عالم، وكان لهذه اللجنة الحق في سحب الإجازة ممن كانت معلوماتهم غير كافية.

وإلى جانب هذا التنظيم، كان الطب في مضمونه وفي مادته جديداً فكتب الحاوي

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 419
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست