اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 416
العلمية، وكان المتخرجون من هذه المدارس يمنحون إجازة علمية
باسم شيخ المدرسة، وما كان يسمح للأطباء بممارسة مهنة الطب إلا بعد نيل هذه
الشهادة أو الإجازة من كبير أطباء المدرسة.
بالإضافة إلى هذا فقد أدرك المحسنون من المسلمين والواقفون
للمدارس، وزوايا العلم، وحلقات الدرس في المساجد أهمية الكتاب لنشر العلم، وأن
الاقتصار على تشييد الأبنية وتوفير جهاز للتدريس غير كاف فاهتموا بوقف الكتب عليها
لتكون وسيلة ميسرة للتحصيل والمراجعة، توفر مادة علمية يستند إليها المعلم
والمتعلم في وقت واحد، فأصبح من المعتاد وجود مكتبة في كل مدرسة، أو جامع، أو رباط
وقف على طلبة العلم وغيرهم[1].
وكانت هذه المكتبات بكتبها الوقفية إضافة إلى المكتبات الخاصة
مثل مكتبات الخلفاء والأمراء والوزراء والعلماء، وراء حركة الازدهار العلمي التي
شهدها العالم الإسلامي على مدى قرون طويلة، فقد اعتمد عليها العلماء وطلاب العلم
في دراستهم ومراجعاتهم، ووضع مصنفاتهم.
الانفتاح:
قلت: ولكن الإسلام مع توسعه في الأمر بطلب العلم إلا أنه ضيق في
العلم المطلوب.. وفي مصادر العلم المطلوب.. فخصه بما يتعلق بالكتاب والسنة ولم
ينفتح على باقي الثقافات.
قالت: الأمر عكس ذلك تماما.. لقد انفتح الإسلام على جميع
الثقافات الأجنبية، واستفاد منها، وتعامل معها بإيجابية تامة.. يأخذ منها ما يراه
مفيدا، ويرد ما لا يراه صالحا.. لعلم المسلمين أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها،
فهو أحق بها.
ففي الوقت الذي قام رجال ديننا بتكفير كل انفتاح علمي كان فقهاء
المسلمين يقرؤون
[1] ) انظر: الوقف وبنية
المكتبة العربية للدكتور يحيى محمود ساعاتي ص21.
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 416