اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 400
البركان العلمي في كل مكان والخلافات الداخلية بين الطوائف
المسيحية شغلتها عن إعطائهم ما يستحقون من الاهتمام.
كما أن النظريات الجديدة عن الكون في هذا القرن قد غمرت
الأفكار الفلسفية، واستأثرت بالاهتمام البالغ من قبل الأوساط الدينية والعلمية على
السواء.
قلت: فهل توقف النقد عند ذلك الحد المؤدب؟
قالت: بل تجاوز النقد حد الأدب ليفسح الأمر لإله العقل الذي
خلف إله الكنيسة..
لقد ظهر فولتير الذي كان أعدي أعداء الكنيسة آنذاك.. لقد نقد
الكنيسة نقدا لاذعا..
وكان أول ما انتقده العقيدة المسيحية في التثليث وتجسيم الاله
والصور المقدسة وأنحى باللائمة على بولس الذي طمس المسيحية وحرفها، ولذلك كان
الإيمان بالمسيحية في نظره هو (الاعتقاد بأشياء مستحيلة أو بأشياء تستعصي على
الفهم فالحية تتكلم والحمار يتحدث وحوائط أريحا تتساقط بعد سماعها صوت الأبواق، إن
الإيمان على هذا النحو هو على ما يقول أرازم هو الجنون)
أما الخطيئة الأولى فيرفضها فولتير، ويعتبرها إهانة لله
واتهاماً له بالبربرية والتناقض، وذلك للتجرؤ على القول بأنه خلق الأجيال البشرية
وعذبها لأن أباهم الأول قد أكل فاكهة من حديقته[1].
وقد انتقد فولتير الطقوس السبعة نقدا مريرا، وسخر من الكتاب
المقدس سخرية لاذعة تتجلى في قوله تعليقا علي معلومات التوراة الجغرافية: (من
الواضح أن الله لم يكن قويا في الجغرافيا).. وقوله
عن صيام المسيحية (دواء للفقراء لا يتعاطاه الأغنياء)، ويري (أن الطقوس والشعائر
والعبادات و الاحتفالات الدينية جرائم محلية يعاقب عليها كل من يزاولها لأنها ضارة