responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 398

إنسان ذريعة لسوقه إلى محكمة التفتيش وتعريضه لأليم عقابها.

لقد قاومت الكنيسة كل محاولة للتجديد وإن كانت نافعة خيرة، فقد كفرت رئيس بلدية في ألمانيا لأنه اخترع غاز الاستصباح بحجة أن الله خلق الليل ليلاً والنهار نهاراً، وهو بمخترعه يريد تغيير مشيئة الخالق فيجعل الليل نهاراً.

واضطرب حبل الكنيسة بظهور الروح الجديدة اضطراباً واضحاً وألقت بكل ثقلها في معركة كانت في غنى عن دخولها أمام الناس، لا سيما المثقفون الذين انتهزوا الفرصة وخيل إليهم أن الأقدار قد لاقت أيهم مفتاحاً سحرياً يخلصهم من سجن الكنيسة وأغلالها ذلك هو مفتاح (العلم والتجربة)

قلت: فهل سكت الناس؟

نظرت إلى عناقيد العنب نظرة ألم، ثم قالت: لقد بدأ العنب في ذلك الحين ـ بحكم تصرفات الكنيسة الحمقاء ـ يتحول إلى خمر..

لكن مع ذلك.. بدأت خطايا الكنيسة والمسيحية التي كانت تغطى بستار القداسة تفتضح.. وأصبحت للناس ـ وللعلماء على الأقل ـ الجرأة الكافية ليقولوا للكنيسة: لا.

وكان (سبينوزا) ذلك اليهودي المتحرر من هؤلاء.. بل لعله أعنفهم.. فقد طبق المنهج العقلي على الكتاب المقدس نفسه، ووضع الأسس التي قامت عليها (مدرسة النقد التاريخي) التي ترى أنه يجب أن تدرس الكتب الدينية على النمط نفسه الذي تدرس به الأسانيد التاريخية.. أى على أساس أنها تراث بشري، وليست وحياً إلهيا.

وقد استنتج سبينوزا ـ انطلاقا من تطبيق هذا المنهج ـ أن أسفار التوراة لم يكتبها موسى، مستدلاً بما جاء في سفر التثنية من ذكر موت موسى ورثائه، وقول كاتب السفر: (لم يأت نبي

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 398
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست