اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 384
ما وصلت (هيلين كارير دانكوس) من حديثها إلى هذا الموضع حتى
سقطت دموع حارة من عينيها، فقلت لها: ما يبكيك؟
قالت: شيئان.
قلت: ما هما؟
قلت: أما أولهما.. فموقف قومنا الذين تاهوا
بأنفسهم وبعقولهم وبمجالسهم الكثيرة عن الفضائل العظيمة التي جاء الإسلام بها.
فراحوا يفخرون عليه.. وهم في ذلك كالمجرم الذي يفخر على
القضاة.. وكالأمي الذي يفخر على العلماء.. وكالفاسق الذي يفخر على القديسين.
قلت: والثاني؟
قالت: على أولئك المسلمين الذين تصوروا نظام الإسلام قاصرا على
كراسي الحكام.. فراحوا ينازعونهم كراسيهم، ويشوهون أنفسهم ودينهم بذلك النزاع.
قلت: ولكن.. هل يرضى مسلم بأن يحكمه فاسق؟
قالت: التغيير ليس بذلك الأسلوب.. التغيير في الإسلام يبدأ
بإقامة دولة الفرد الصالح.. فإذا صلح الفرد صلح المجتمع.. وإذا صلح المجتمع لم
يملك الحاكم إلا أن يصلح أو يستقيل.
قلت: إني أعجب لك حضرة المستشرقة الفاضلة..
كيف تقفين من الإسلام كل هذه المواقف، ثم لا أراك تعلنين إسلامك!؟
نظرت إلى الأفق البعيد، ثم قالت: ذلك حلم جميل عساني أفيق بعض
الأيام عليه.
قلت: لم أفهم ما تقصدين.
قالت: أتعرف رجاء جارودي؟
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 384