responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 379

ليترك دكانه في عهدة جاره ومزاحمه، كلما دعته حاجة إلى التغيب بعض الوقت، وما أكثر ما رأيت زبوناً يقف أمام دكان غاب صاحبه عنه يتساءل فيما بينه وبين نفسه، ما إذا كان ينتظر عودة البائع، أو ينتقل إلى الدكان المجاور، فيتقدم التاجر المجاور دائماً -للتاجر المزاحم- ويسأل الزبون عن حاجته ويبيعه ما يطلب من البضاعة -لا بضاعته هو بل بضاعة جاره الغائب- ويترك له الثمن على مقعده. أين في أوروبا يستطيع المرء أن يشاهد مثل هذه الصفقة؟)[1]

المجتمع:

قلت: وعيت ما ذكرته من أهمية الفرد في جميع النظم.. ولكن الفرد كالبذرة يحتاج إلى التربة الطيبة التي تحتضنه.

قالت: وهذا ما فعله الإسلام.. فقد ركز على بناء المجتمع بناء سليما بنفس تركيزه على الفرد.

ولهذا.. فقد أغنت التربية العظيمة التي امتلأت بها المجتمعات الإسلامية الرعية عن راعيها.. فلم يعد للنظام الحكام أي أهمية في ظل مجتمع يعيش في تكافل وتناصر وتناصح عجيب.

قلت: كيف تقول ذلك.. والدولة بنظامها السياسي هي التي تؤسس المدارس والمستشفيات وجميع المرافق العامة التي تحتاجها الرعية.

قالت: لقد تولى المجتمع الإسلامي الذي نفخ فيه الإسلام روح التكافل كل هذه الوظائف.. فلم يعد للحاكم أي علاقة بأي حاجة من حاجات رعيته.. ولم يعد للحاكم أي قدرة على استذلال رعيته بهذه الحاجات.

قلت: إن هذا لعجيب..


[1]الطريق إلى مكة ص 167باختصار.

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 379
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست