اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 373
السحرية وهلم جرا ليس لها في الأغلب غير أساس اقتصادي سلبي،
فالتطور الاقتصادي الضعيف لعهد ما قبل التاريخ تكون فيه … تصورا خاطئة عن الطبيعة)[1]
إذن فالاقتصاد – أو البحث عن الطعام والشراب – هو منبع كل عقيدة وتصور وأساس كل مبدأ
وقيمة، بل إن الشيوعية لتطبق ذلك على كل معنى وسلوك إنساني: على العلم والحرب … على المشاعر والفنون … على العلاقات الاجتماعية … على كل شئ، فالعلم ـ مثلاً ليس
أصله الرغبة الفطرية في اكتشاف الحقيقة ـ فليس في قاموس الشيوعية شئ اسمه الفطرة
ولكنه كما قال أنجلز: (إذا كانت العلوم قد نهضت فجأة بعد ليل القرون الوسطى المظلم
بقوة لا ريب فيها، ونمت بسرعة المعجزة، فإننا مدينون بهذه المعجزة الجديدة للإنتاج)
وعن الحروب تقول الشيوعية: (إن ما يسمى بالحروب الدينية … كانت تتضمن مصالح طبقية مادية إيجابية،
فقد كانت هذه الحروب حروبا طبقية تماما … ورغم أن الصراعات الطبقية كانت عندئذ مغلفة
بشعارات دينية، ورغم أن مصالح وحاجات ومطالب مختلف الطبقات كانت مختفية خلف ستار
ديني فلم يبدل هذا شيئاً من الأمر، ويمكن تفسيره ببساطة من واقع ظروف تلك الأيام)[2]
وتقول عن الأخلاق: (إن الناس عن وعي أو لا وعي يستمدون مفاهيمهم
الأخلاقية – في التحليل
الأخير – من العلاقات
العملية التي يقوم عليها وضعهم الطبقي، أي من العلاقات الاقتصادية التي ينتجون بها
ويتبادلون فيها)[3]
وليس أغرب من هذه الأفكار إلا قول أنجلز (إن العمل هو الذي خلق
الإنسان) وليس الإله كما يقول الرجعيون من البورجوازيين والإقطاعيين، وحتى لا نحسن
الظن فنحمل كلامه