اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 368
الشيوعية
قلت: أعلم أنك من أبرز الخبراء في شؤون
(الماركسية الآسيوية)، وقد صدر لك كتاب قيم في هذا سميته (القوميات والدولة
السوفياتية).. أهو جزء من بحثك عن النظم التي تحول الأرض إلى مزرعة طيبة؟
قالت: أجل..
قلت: فكيف وجدت الشيوعية التي حاول السوفيت
في ذلك الحين تطبيقها؟
ابتسمت، وقالت: أولئك الأغبياء حاولوا أن يقلعوا الإنسان من
جذوره.. هل تتصور أن الذي حكم العالم في ذلك الحين حفنة من الشيوعيين؟
قلت: ومن حكمه غيرهم؟
قال: حفنة من اللصوص.. راحوا للبذور
يشوهونها ويحرفونها ويتلاعبون بقداستها لتنسجم مع أهوائهم.
قلت: ولكنهم كانوا ينادون بحقوق العمال
والطبقات الضعيفة.
قالت: صدقت في بعض هذا.. فالشيوعية هى النظام الجاهلى الوحيد
الذى فرض على الدولة كفالة كل فرد يعيش فى ظلها، ولكن ذلك لم يكن كرما إنسانيا
منها، فهى تأخذ مقابل ذلك الجهد الفرد كله، وتعتبر (من لا يعمل لا يأكل) على
الحقيقة لا على المجاز..
ثم إن الدولة تستذل الناس بلقمة الخبز على نحو غير مسبوق فى كل
النظم التى مرت بها الجاهلية البشرية على الأقل فى التاريخ الحديث.
وربما كان من الحق أن الناس كانوا دائما فى جاهليات التاريخ
مستذلين بلقمة الخبز، يبيعون مقابلها بعض كرامتهم أو كلها، وبعض إنسانيتهم أو
كلها.. ولكن النظام البوليسى الصارم الذى يحكم الناس بالحديد والنار والتجسس،
ويمنع الناس بالرعب و الإرهاب أن يفتحوا أفواههم بكلمة نقد واحدة ضد الدولة أو
الزعيم المقدس أو المذهب أو النظام.. إنه
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 368